نحـبـك أيهــا الأردن

أنت الآن أيها الوطن ترفع رؤوسنا وتجعل هاماتنا تطاول السماوات، وها نحن نقف معك على عتبة السبعين في عهد استقلالك، ونكاد نصلها، أنت الآن حالة استثنائية يتدفق وهج الرواد في آفاقنا، ونكاد نستعيد أنفاس الفرسان التي تناغمت مع خيول النهضة العربية الكبرى قبل قرن من عمر الزمن، لتتلاقى مع نبض الأجداد الذين حققوا استقلالنا، وأعطونا وطنا عفيا وحرا يمارس سيادته بأمن وأمان .. هكذا أنت الآن أيها الوطن ..هكذا نراك في عيوننا، والنار تشتعل من حولنا في حواضر العرب وأريافهم، نراك شهما تفتح الباب لكل من يلوذ بك من أهلنا الذين تقاطروا دائما على حمى الأردن، هكذا كنت دائما كريما تغيث أهلنا العرب، و أراك في هذا العام تكبر وتكبر في العيون والقلوب، وقائد الوطن يقول لكل أردني ( ارفع رأسك ) ويحق له أن يطلب مناّ كلنا أن نرفع رؤوسنا، فلدينا جيش بيده راية الثورة العربية الكبرى، وأهل يحملون قلوبا عربية طيبة تغيث الذين يلوذون بنا، وشباب حققوا معجزة التعليم والخدمات الصحية المتميزة.. تريد الحق أيها الوطن، أنت معجزة تبعث فينا شعور التحدي والأمل، وتحفزنا لأن نرفع رؤوسنا مثل رايات بيد فرسان مرفوعة على الهامات .
أنت وطن صغير بحجمك، ولكننا نحبك أكثر كلما فتحت أبوابك مشرعة ليلوذ بك أهلنا الذين غلبتهم أوطانهم ،وأنت فقير بمواردك، لكنك تتقاسم مع الأهل الذين جاءونا قطرة الماء، ولقمة الخبز، كريم وطيبّ أيها الأردن،، لهذا نحبك ونخاف عليك، نحبك في كلّ حالاتك؛ لأنك تستحق الحب، ونعتب على الذين لا يرون غير نصف الكأس الفارغ، وأقول لهم : " اغفر لهم يا رب فإنهم لا يدرون ماذا يفعلون..!".
سامحنا لأننا نكتب في كلّ صباح أردني يملؤه الأمن والأمان كلاما عاديا وننسى أن نصلى لأجلك، أنانيتنا كبيرة، فنحن نفكر بأنفسنا وننساك، لكنك الأب الحاني والأم الحنون، تسامحنا وتحضننا وتنسى أنانيتنا .. فكيف نقول لك نحبك أيها الوطن الآمن الطيب بكل لغات العالم ..؟ من أين لنا الصوت الذي يطاول السماوات لتصل أصواتنا إلى الكرة الأرضية وتنقل حبنا الكبير ..؟ أنت في عيد استقلالنا أجمل وأطيب وأكثر أمنا وأمانا .. أنت الوطن الذي لا مثيل له، هل يمكنني أخيرا أن أستودعك سر هواجسي ومخاوفي أيها الوطن ..؟ هل تصدق أنني أخاف أن أسافر خارج حدودك وأموت بعيدا عن سمائك الساطعة بشمس حارقة تلسع جلدي ..؟ وهل تصدق أنني أخاف أن تغمض يد الموت عيني وأنا بعيدة عنك ..؟ ألوذ بك وأتنفس بحرية وأقول لنفسي بطمأنينة، أنا أنام بأمن في وطني، فماذا أريد أكثر...؟، فلتهنئوا يا أبنا وطني بحرية في وطنكم، احتفلوا باستقلال الوطن وكفاكم ... فكروا فقط في النعم التي منحتكم إياها السموات بالنوم ليلا في وطنكم الآمن الذي يحرسه الجيش العربي الأردني، وفي التمتع صباحا بفضاء حر يحرسه نسور الجو الأردني ّ، وكل عام وأنت بكل الخير أيها الوطن

- See more at: http://www.addustour.com/17593/%D9%86%D8%AD%D9%80%D8%A8%D9%80%D9%83+%D8%A3%D9%8A%D9%87%D9%80%D9%80%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86.html#sthash.PfI7QPJz.dpuf