سلامة حماد: وزير منفتح بحذر..
خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
من أهم ما يميز وزير الداخلية الجديد سلامة حماد أنه حافظ درسه جيداً، ومنفتح على التاريخ الحديث للاردن، مستند في مواقفه التي قد تزعج البعض الى القانون.. فالقانون في عرفه "يعلو ولا يعلو عليه احد".
لا يجد " ابو ماهر" كما يحب أن يكنى، غضاضة في أن يلجأ من شاء الى القضاء، إذا تضرر أو اصابه ما يخال انه خطأ، لكنه لا يمكن أن يلوي عنق القرار.. من أجل سين أو صاد.
على خلاف ما راج من أوصاف ومواقف مسبقة عن الرجل الذي عاد الى الداخلية، يمكن القول أن كثيرا مما قيل خارج السياق، فحماد الذي قيل عنه انه غير ديمرقراطي.. ديمقراطي أكثر بكثير من الذين جهدوا لاصباغ هذه الصفة عليه، ومنفتح بذكاء وحذر.
رجل الأمن الذي يمثله معاليه، يحكم الكثير من تصرفاته وعلاقاته، إنما دون عسف أو مغالاة. أما ولائه للعرش الهاشمي وللاردن، فيتنفسه مع الهواء، وهو في كل اوقاته، خارج المنصب أو فيه، مؤمن بدوره.. ومدافع مبدئي عن رسالة الاردن.
ولعل أميز ما ذكر عن توليه وزارة الداخلية، ان معاليه جاء في مرحلة لا تحتمل التجارب، فـ" ابو ماهر" من ابناء وزارة الداخلية، وتكاد تنحصر كل تجاربه في ميدان عملها.
حماد المولود في الرميل، من أعمال عمان عام 1944، والدارس في مدارسها، والحاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة بغداد عام 1969 ودبلوم المعهد الدولي في الادارة العامة من باريس عام 1974والدبلوم الاول في الادارة المحلية والحضارة الفرنسية من جامعة السوربون عام 1976 ، شغل منصب مدير ناحية في وزارة الداخلية ثم مدير قضاء ومتصرفا للواء العقبة ومدير قسم الجنسية والاجانب ثم محافظا واشرف على الانتخابات النيابية التي جرت عام 1989؟
وشغل من 1993 - 1995 منصب وزير الداخلية في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي الاولى، وهو نفس المنصب الذي بقي به بين عامي 1995-1996 ابان حكومة الامير الراحل زيد بن شاكر .
التقيت معاليه مرة قبل أقل من عقدين من الزمان بمكتبه في الوزارة، إبان أوج قوته، وكان مضيافاً وبسيطاً وذكياً ومطلعاً على كل التفاصيل..