بالديمقراطيه والحكمه تحقق المطالب
ان ما حصل في الدول العربيه المحيطه بنا ليس وليد لحظته وانما كان نتيجه تراكمات هائله من الجوع والفقر والحرمان والاستيلاء على السلطه نتيجه تحالفات راس المال والمتواجدين على راس السلطه السياسيه في تلك البلدان و تحالفها مع القوى المعاديه لشعوبها لضمان بقائها واستمرارها بالسلطه وعملت قوى الاستعمار والاحتلال على تامين الحمايه السياسيه لهذه الانظمه المواليه لها والتدخل المباشر والغير مباشر بحاله انتهاج سياسياسات تتعارض مع مصالحها وعلى حساب الشعوب العربيه ونتيجه لتسارع حركه الحياه والتغير بالتوازنات الدوليه والاقليميه والتغيرالسلبي الذى حصل بقدره المتحالفين العرب مع القوى الدوليه ادى لدفع الدول الغربيه والولايات المتحده خصوصا للعمل على ضمان استمرار مصالحها بشكل يلبي بعض طموحات ومطالب الشعوب العربيه عبر(الديمقراطيه والتدخل الانساني)و التي لم تتمكن منذ انهيار دوله الخلافه الاسلاميه و بعد الثوره العربيه الكبرى على الاتراك وانقلاب بريطانيا على الشريف حسين وتقسيم الدول العربيه في المشرق العربي واحتلال مغربه كاملا بعد تقسيمه بين الدول المنتصره في الحرب العالميه الثانيه وجمود وتقسيم المنطقه نتيجه السياسات الاستعماريه التي مارستها هذه الدول على المنطقه وحرمانها من التطور والديمقراطيه وكلف ابناء هذه المنطقه الدماء الكثيره في سبيل تحريرها من الاستعمار البغيض والذي نتج عنه تقسيم المنطقه وخساره فلسطين التي ما زالت تنزف لغايه الان والاردن جزء من المنظومه العربيه بالاضافه لخصوصيه علاقته بفلسطين والتي تطلبت من الاردنيين والفلسطنيين المزيد من الوعي والثقافه السياسيه والديمقراطيه والتي تحاول بعض القوى الداخليه والخارجيه توظيفها لتحقيق بعض الاجندات الخاصه بها الامر الذي ادى بالايام السابقه لاشتباك غوغائي فئوي مجتمعي يهدف لحرف الاتجاه الديمقراطي الاصلاحي عن مساره ومنعه من تحقيق مطالبه التي تضمنتها كتب التكليف الملكيه وقد اتيح لي مشاهده مقابله تلفزيونيه مع احد نشطاء حركه 24 اذارالمطالبه بالاصلاح (معاذ) وكانت موفقه جدا عبرت عن وعي سياسي وثقافي واجتماعي يعكس انطلاقها من منظومه القيم الاردنيه العربيه المنطلقه من الايمان بالتغيير الديمقراطي السلمي الهادف الى عزل ومحاصره ومحاسبه الفاسدين والسراق الذين استولو على مقدرات الشعب وافقروه الامر الذي يؤشر على وجود رؤيه واهداف تسعى هذه الاطياف الشبابيه لتحقيقها للخلاص من التزايد المستمر للفقر وانتشار البطاله والاستيلاء على الوضائف العامه والخاصه بوسائل غير مشروعه وهذا ما تظمنته كتب التكليف للحكومات السابقه والحاليه ولكن وجود الخلل بالاداء للحكومات السابقه والبطء الشديد للحاليه ادى لوصولنا الى ما نحن فيه الان .
والديمقراطيه هي قبول المجموع بشكل من اشكال السلطه المنبثقه عنه والمعبره عن ارادته الملبيه لرغبته في الاستمرار وابداء الرأي وتوجيه النقد لتلك السلطه بحال تقاعسها وانحرافها او عجزها عن تمثيل المصالح العامه لمجموع الناس وتهيىء الديمقراطيه وسائل سحب الثقه التي اولاها الناس للسلطه او الحكومه او لبعضها واجراء التعديل المناسب عليها خدمه للمصلحه العامه وانتفاء صفه الديمقراطيه عن اي حكومه يكون لسقوط او غياب هذه الشروط او احداها وانطلاقا من هذه المبادى تتحدد الخطوط العامه للعلاقه بين الحكومه وبين القوى المكونه للوطن مما يعني ان النقد يوجه للشخص الذي يمارس الخدمه العامه ولا قدسيه لمن يمارس الخدمه العامه لان النقد يوجه للاداء وليس للشخص بعينه والنقد ليس نقيصه بل وسيله تقييم وتقويم و القدرات بين البشر متفاوته وتختلف من شخص لاخر والتغيير المدروس ضاهره ايجابيه وليست سلبيه والثبات والبقاء لله وحده والجميع من البشر يخطئون ويصيبون و ما نلاحظه من تنامي للاحتجاجات والاعتصامات المطلبيه التي يؤشر بوضوح على وجود خلل بالاداء العام يتوجب تصحيحه بالسرعه القصوى لتلافي ايه مخرجات سلبيه لهذه الاحتجاجات تنعكس على باقي افراد المجتمع ومؤسساته وان نزع مكتسبات فئه من الفاسدين والمتنفذين استولت على حقوق الناس واموالهم تعيد الثقه والامن والاستقرار للمجتمع باكمله والامر يحتاج للمزيد من الصبر والحكمه لان هذه الفئه تمتلك من الادوات التي تستطيع بها قلب الحقائق للدفاع عن نفسها لانه لم يتبقى خيارات لديها اما الهجوم او المحاسبه وتعني الموت بالنسبه لهم.