حول كلام الملك عن المغتربين

قَد يكون الكثيرون فوجئوا بكلام الملك في المنتدى الاقتصادي العالمي عن استعادة الأردنيين المغتربين في السنوات المقبلة، والمفاجأة تأتي من اعتبارنا نستفيد من تحويلاتهم المالية، وهذا ما ظلّ يُشكل دعامة أساسية للاقتصاد على مدار العقود الخمسة الماضية، ولكنّ للأمر وجهاً آخر، وهو بالضرورة المقصود مّما قاله جلالته.
ويتحدث الدكتور باسم عوض الله في المنتدى عن ستمائة الف أردني مغترب في الخليج، وهم يشكلون عُشر الشعب الاردني، وبالتأكيد فهم يشكلون على الاقل ثلث الأردنيين القادرين على العمل، ولعلهم يشكلون اكثر من ستين بالمائة من أهل النخبة التي تملك ما يؤهلها للعمل في بلاد أخرى.
فالدول الخليجية لا توظّف ابناءنا لسواد عيونهم، ولكن لأنهم يستأهلون ذلك، بالاضافة الى الخبرات التي حصلوا عليها خلال عملهم في الاردن، فما بالكم بالدول الغربية التي لا يمكن ان توافق على هجرة اردني إلا إذا امتلك شهادات وخبرات في حقول يمكن الاستفادة منها.
ذلك ما نفهمه من كلام الملك، فنحن نستنزف تطور اقتصادنا ومجتمعنا، بغياب هؤلاء الذين استثمرنا فيهم، وصرفنا عليهم، وينبغي علينا أن ننتبه لهم، ونحاول استعادة ما يمكننا منهم، فالإنسان أغلى ما نملك شعار سيظل شعار الاردن، والكلام له بقية.