بعد 69 سنة هل تغيرت التحديات

تمر في هذه الايام الذكرى الــ69 لاستقلال الاردن وتحولها من امارة الى مملكة وتحول اميرها الى ملك وقد مرت البلد بمنعطفات خطيرة اصابت وجوديتها لكننا عبرنا وبقينا، وها تحن هنا.
موقعنا بحد ذاته فرصة ومشكلة، فالجوار ملتهب والصداقة معه له كلفة والعداوة له كلفة وهذه معادلة مرهقة تجعلك في حالة «مطب» دائم تتمنى الخروج منه.
الديموغرافيا مشكلة اخرى لكنها مع مرور الوقت حققت انداماجا اجتماعيا معقولا يمكن وصفه بالجيد القادر على مواجهة التحديات التي قد تؤشر نحوه.
أما الاقتصاد فهو مشكلة المشاكل التي قادت البلد احيانا للارتهان للآخر ومع ذلك استقر الامر على ضعف، لكنه اقتصاد يسير على الحبال دون موت.
القضية الفلسطينية كانت مع الاردن منذ تأسيسيه والتحمت به بعد الاستقلال، وشكلت له عوامل في الجغرافيا والديموغرافيا والامن والوظيفة وكانت ولا زالت محور سؤال عن الهوية والطبيعة والغاية.
صمدنا رغم كل الظروف والعواصف وربما كان لنا نمط خاص يختلف عن الاخرين في كل شيء، واضحى وجودنا معلما لا يفكر القدماء بإلغائه كما كانوا يفعلون سابقا.
مع كل الرسوخ وطبيعة الهوية والجيش والامن إلا أننا نواجه اليوم جملة تحديات تختلف عن سابقاتها وتلتقي معها بالشدة احيانا والشكل لا بالمضمون.
الازمة الاقتصادية خانقة وهناك فشل مستمر في ادارتها، وهنا يحذر البعض من تراكمها الى الحد الصعب الذي نعجز بعده عن التصرف ومع ذلك انا متفائل بلحظات انعطافة في هذا الملف.
التحدي الاكبر هو ما يجري على الحدود الشمالية والشرقية وربما الجنوبية قريبا فهو غير مسبوق في كثافته وخطورته وانكشافه امام المنطق.
سنعبر وستستمر هذه المقولة، ستبقى واقعية، فالأردنيون مختلفون بانسجامهم وسلميتهم وقدرتهم على ترتيب الاولويات وعدم المغامرة وهنا انا مطمئن.