تغيير رؤساء الجامعات للتطوير أو للتغيير

أخبار البلد- د. زهير طاهات

 
 
 
 

 

ما يؤلم حقا تلك الاغتيالات التي تستهدف الكفاءات الوطنية ممن يتقلدون المناصب العامة في الدولة ، ضمن سياسة التغيير التي لا تهدف الا لمتعة التغيير في ادارة هذه القيادات ، خاصة ما يتعلق بقيادات ادارات المؤسسات الجامعية الناجحة ، حين تنتهي الفترة الزمنية المقررة بالعقد مع رئيس الجامعة وحين يزداد النقد والحقد على هذه القيادات من قوى الشد العكسي واصحاب المصالح من المتضررين بتطبيق اسس العدالة الاجتماعية والنزاهة والاستقامة.
وعندما يقوم رئيس جامعة باجراءات تصحيحية في جامعته ، تمكنه من التغلب على كثير من التحديات والعقبات التي تحد من تقدمها نتيجة سياسات عقيمة نفذها ممن سبقوه ، من الذين كانت ادارتهم تعتمد على المحسوبية والواسطة وتدمير كل بنى العدالة مستغلا فترة ادارته لهذه المؤسسة او تلك في التعيينات ، والقرارات المالية والادارية غير العادلة ، مستندا الى استراتيجية ترحيل الازمة ، التي اغرقت بعض الجامعات الاردنية بالمديونية ، وادى الى تدني مستوى الاداء لدى العاملين ، وتدني مستوى المخرجات ، وتصاعد وتيرة ظاهرة العنف الجامعي ، التي تهدد سمعة التعليم الوطنية ، علما بانه في الاصل ان تساهم القيادات الجامعية برسم صورة مشرقة ومضيئة عن التعليم العالي في الاردن.
وحين تتسم القرارت والتعيينات الحكومية بسياسة الاسترضاء والمحاصصة والكوتة ، واستنادها لسياسة لعب الادوار في تقلد المناصب ، على حساب التقدم والنماء والتطوير التي يجب ان تسود في جامعاتنا الوطنية ، كونها حاضنات للفيادات الفكرية ، والعلمية، و العسكرية ، من الذين يتسلمون حقائب الوزارت وغيرها.
وندعو اصحاب القرار بانه يجب التوقف عن اتباع سياسة التغيير لاجل التغيير ، حين تتوفر قيادات تتمتع بالامانة وحس المسؤولية والعدالة في القرارات الصادرة ، وانه لابد من التمسك بالقيادات الرشيدة ،والمتميزة ، والقادرة على محاربة الفساد بكل اشكاله والقضاء على ظاهرة العنف الجامعي ، التي غذتها تيارات داخلية وخارجية تهدف الى تميزيق المجتمع وتفتيت قواه ، والقضاء على الكفاءات العلمية المدربة و المؤهلة والتي كنا نباهي بها محليا وعربيا ودوليا.
نقول لاصحاب القرار عليكم ان تتمسكوا برؤساء الجامعات الذين اثبتوا تميزا وكفاءة ، وان تعززوا دورهم في تحقيق اسس العدالة الاجتماعية ودفعهم للامام في تنفيذ استراتيجيتهم الطموحة التي نجحوا في تنفيذها ، وحين يكون التغيير من اجل التغيير سيتم اختيار اشخاص يعيدون مؤسساتنا الى التخلف والتقهقر بدل السير قدما للامام ، ولا بد من التمسك بالقيادات التي اصبحت قدوة في الادارة واثبتت نجاحات كبيرة ، والشاهد على ذلك فاننا لا نزال نستذكر العصور الذهبية لبعض قيادات الجامعات الاردنية امثال: الدكتور عبد السلام المجالي ، والدكتور عدنان بدران ، والدكتور محمود السمرة ، والدكتور كامل العجلوني ، ومن الجيل الجديد امثال :الدكتور عبدالله موسى ، والدكتور عبدالله الملكاوي وغيرهم من المتميزين.