لقاء في عمان لحماية الشواذ في الأردن!

أخبار البلد-  عبدالله المجالي

ليست احتفالية للإخوان المسلمين حتى تستنفر وزارة الداخلية وتمنعها.
ليسوا مطلوبين في معان حتى تجهز القوات وتهاجم المدينة وتُدمر بيوت وتنتهك حرمة ديوان عشيرة محترمة.
ليسوا من شباب الحركة الإسلامية الذين اصطفوا في صفوف وتحركوا حركة منتظمة حتى تجيش الدولة كتابها المأجورين وأدواتها الإعلامية وصحفها المنهارة لتشن هجوما كاسحا عليهم.
ليسوا من هؤلاء، لكنهم مجموعة تدعي أنها رسمية تقيم لقاء في مكان عام في قلب العاصمة عمان، تتدارس فيه حماية الشواذ في المملكة التي نحتفل بعيد استقلالها التاسع والستين هذا اليوم.
اللقاء ليس الأول من نوعه، لكنه هذا العام تميز بحضور السفيرة الأمريكية أليس جي ويلز.
ترى هل تستطيع الداخلية أن تعبر عن رأيها في هذا اللقاء الذي عقد قبل عشرة أيام!
بالتأكيد السيدة أليس وجدت نفسها هناك، وربما كانت أكثر عفوية وارتياحا وتعبيرا عن نفسها من تلك المآدب التي يتسابق أعيان البلد ونوابه ووجهاؤه على دعوتها إليها فتأتي مضطرة ومجاملة.
دعوني أتكلم بصراحة، لو لم تكن هناك جهات نافذة وأشخاص نافذون يؤمنون لتلك المجموعة الحماية ما تجرؤوا على فعل ذلك عيانا بيانا، وتلك الجهات والشخصيات إما مقتنعة بأفكارهم، أو أنها تجاريهم وتتاجر بهم طمعا في الدعم الخارجي، وخوفا من غضبة أممية، خصوصا وأننا بلد يعشق الشرعية الأممية!
هذه الفئة ورغم أنها تحمل نفس أسمائنا، لكنني أشعر أنها تنظر إلينا معشر الأردنيين من شتى الأصول والمنابت، كمجموعة من المتخلفين والمتطرفين والرجعيين والديناصورات لأننا لا نؤمن بحقوق هؤلاء الشواذ.
وبصراحة أكثر فإنني أشعر أن شخصيات نافذة في البلد هي الأخرى تنظر إلينا نفس النظرة، وهي مضطرة لمجاملتنا كما السيدة أليس.