في عيوننا ...
تسعة وستون عاماً مضت على ذلك اليوم، الخامس والعشرين من شهر آيار من العام السادس والأربعين بعد التسعمائة من الألف الأولى الميلادية، كانت فيه الأمواج تضرب معظم أركان بلاد الشام، فأرض فلسطين مازالت تحت الاستعمار البريطاني، وأرض سوريا تخلصت منذ حوالي الشهر فقط من آخر الجنود الفرنسيين بعد معارك طويلة وشرسة مع الاستعمار، وأرض لبنان ما زالت تنتظر جلاء آخر جنود الاستعمار الفرنسي عن أراضيها.
وفي واسطة عقد بلاد الشام يخرج أمل جديد بإعلان مملكة هاشمية أردنية مستقلة تمام الاستقلال تبعث الأمل في قلوب أهلها ببداية عهد جديد بعيد عن الاستبداد والاستعمار، وذلك على أراضي إمارة شرق الأردن التي كان قد تم إعلانها قبل ذلك بخمسة عشر عاماً، لتتحول في ذلك اليوم إلى مملكة مستقلة بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين رحمه الله.
ولأن قدر الكبار دائماً ما يكون كبيراً كان قدرهذه المملكة قيادة وشعباً أن تعيش وسط منطقة لم تفارق الاضطرابات والأزمات إلى يومنا هذا، لكنها بقيت شامخة بشموخ قيادتها الهاشمية وأهلها الكرام الأبطال الراسخين رسوخ جبالها العالية، والذين كانوا على الدوام يداً واحدة لا تزداد عند الشدائد إلا تكاتفاً ووحدة وإيماناً بالوطن، ليكون منذ ذلك اليوم كل فرد من أفراد هذا الشعب جندياً مخلصاً يحفظ الوطن من كل الحاقدين والحاسدين والمتربصين به ليل نهار.
وها نحن اليوم نجد بلادنا وهي تقف سداً منيعاً بفضل الله في وجه كل من يريد بها كيداً ودماراً أو بأهلها قتلاً وتشريداً، والمنطقة تموج منذ سنوات من حولها بأنهار الدماء والفتن والحروب والويلات يمنة ويسرة، ذلك لأن يوم إعلان الاستقلال لم يكن إعلانا لاستقلال الأرض فقط، بل ولإستقلال المحبة الخالصة في قلب كل مخلص ومحب لأرض الأردن بعيداً عن أي شوائب تشوبها أو نواقص تنتقصها، ولذلك كانت وستبقى خارطة بلادنا محفورة في عيوننا بماء الذهب، ستبقى معان بصحرائها وآثارها وتاريخها وعراقتها لا تفارق عيوننا، وستبقى الكرك بشموخ قلعتها وقراها التاريخية تسكن مقلة عيوننا، وستبقى عمان بشموخ تاريخها وجبالها وآثارها واسطة أعيننا، وإلى جوارها السلط بتاريخها وآثارها وسحرها، وإربد بحضارتها وتضاريسها المتعددة المتنوعة وأجواءها الساحرة الجميلة، ومادبا بقدسية كنائسها وسحر طبيعتها الخلابة، والمفرق بسحر امتدادها الصحراوي ومتاحفها ومواردها الطبيعية المتنوعة.
وستبقى عجلون بجبالها الشامخة وقلاعها ومساجدها الأثرية، وجرش بمعبادها ومسارحها وتاريخها العريق، والطفيلة بقلاعها وأضرحة الصحابة فيها وكنائسها القديمة، تجاورها في عيوننا العقبة بقلعتها الشهيرة وبحرها وهوائها، والزرقاء بعراقتها المتنوعة بين قصورها التاريخية ومحمياتها الطبيعية وعراقتها.
سيبقى كل شبر من أرض وطننا الغالي محفوراً في عيوننا مهداً للمحبة والسلام لكل من عاش فوق ترابه واستنشق هواءه، وأرضاً للقداسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، تعلمنا فيه المحبة والإخاء والتعايش يداً واحدة في السراء والضراء، وسيكون دائماً باذن الله قلعة شامخة في وجه كل من اراد به سوءاً بحماية خالقنا عزوجل له أولاً، ثم حكمة قيادته الهاشمية متمثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله المحب الوفي لشعبة، ووعي شعبه وتكاتفه ووحدته الوطنية الراسخة التي لا يهادن فيها رغماً عن كل من أراد بها سوءاً.
أردن إن دنا منه الدني سما للمجد
قائداً وشعباً قولاً وفعلاً وبرهان
فكم من أهله لحبة ترابه فداء
بالروح والعين وغالي الأثمان
فسلمت يا وطنا للحب والإخاء
كان وسيبقى باذن الله الخالق المنان
وحفظك ربي عزيزاً في عيوننا
محفوراً بماء الذهب للفخر عنوان.
وفي واسطة عقد بلاد الشام يخرج أمل جديد بإعلان مملكة هاشمية أردنية مستقلة تمام الاستقلال تبعث الأمل في قلوب أهلها ببداية عهد جديد بعيد عن الاستبداد والاستعمار، وذلك على أراضي إمارة شرق الأردن التي كان قد تم إعلانها قبل ذلك بخمسة عشر عاماً، لتتحول في ذلك اليوم إلى مملكة مستقلة بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين رحمه الله.
ولأن قدر الكبار دائماً ما يكون كبيراً كان قدرهذه المملكة قيادة وشعباً أن تعيش وسط منطقة لم تفارق الاضطرابات والأزمات إلى يومنا هذا، لكنها بقيت شامخة بشموخ قيادتها الهاشمية وأهلها الكرام الأبطال الراسخين رسوخ جبالها العالية، والذين كانوا على الدوام يداً واحدة لا تزداد عند الشدائد إلا تكاتفاً ووحدة وإيماناً بالوطن، ليكون منذ ذلك اليوم كل فرد من أفراد هذا الشعب جندياً مخلصاً يحفظ الوطن من كل الحاقدين والحاسدين والمتربصين به ليل نهار.
وها نحن اليوم نجد بلادنا وهي تقف سداً منيعاً بفضل الله في وجه كل من يريد بها كيداً ودماراً أو بأهلها قتلاً وتشريداً، والمنطقة تموج منذ سنوات من حولها بأنهار الدماء والفتن والحروب والويلات يمنة ويسرة، ذلك لأن يوم إعلان الاستقلال لم يكن إعلانا لاستقلال الأرض فقط، بل ولإستقلال المحبة الخالصة في قلب كل مخلص ومحب لأرض الأردن بعيداً عن أي شوائب تشوبها أو نواقص تنتقصها، ولذلك كانت وستبقى خارطة بلادنا محفورة في عيوننا بماء الذهب، ستبقى معان بصحرائها وآثارها وتاريخها وعراقتها لا تفارق عيوننا، وستبقى الكرك بشموخ قلعتها وقراها التاريخية تسكن مقلة عيوننا، وستبقى عمان بشموخ تاريخها وجبالها وآثارها واسطة أعيننا، وإلى جوارها السلط بتاريخها وآثارها وسحرها، وإربد بحضارتها وتضاريسها المتعددة المتنوعة وأجواءها الساحرة الجميلة، ومادبا بقدسية كنائسها وسحر طبيعتها الخلابة، والمفرق بسحر امتدادها الصحراوي ومتاحفها ومواردها الطبيعية المتنوعة.
وستبقى عجلون بجبالها الشامخة وقلاعها ومساجدها الأثرية، وجرش بمعبادها ومسارحها وتاريخها العريق، والطفيلة بقلاعها وأضرحة الصحابة فيها وكنائسها القديمة، تجاورها في عيوننا العقبة بقلعتها الشهيرة وبحرها وهوائها، والزرقاء بعراقتها المتنوعة بين قصورها التاريخية ومحمياتها الطبيعية وعراقتها.
سيبقى كل شبر من أرض وطننا الغالي محفوراً في عيوننا مهداً للمحبة والسلام لكل من عاش فوق ترابه واستنشق هواءه، وأرضاً للقداسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، تعلمنا فيه المحبة والإخاء والتعايش يداً واحدة في السراء والضراء، وسيكون دائماً باذن الله قلعة شامخة في وجه كل من اراد به سوءاً بحماية خالقنا عزوجل له أولاً، ثم حكمة قيادته الهاشمية متمثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله المحب الوفي لشعبة، ووعي شعبه وتكاتفه ووحدته الوطنية الراسخة التي لا يهادن فيها رغماً عن كل من أراد بها سوءاً.
أردن إن دنا منه الدني سما للمجد
قائداً وشعباً قولاً وفعلاً وبرهان
فكم من أهله لحبة ترابه فداء
بالروح والعين وغالي الأثمان
فسلمت يا وطنا للحب والإخاء
كان وسيبقى باذن الله الخالق المنان
وحفظك ربي عزيزاً في عيوننا
محفوراً بماء الذهب للفخر عنوان.