عودة سلامة حماد

ليس من العبث اختيار سلامة حماد وزيرا للداخلية خلفا لحسين المجالي المقال نتيجة عدم رضا من المطبخ على الأداء، فالرجل اختير نتيجة مواصفات محددة أرادها المطبخ في هذا التوقيت.
الرجل بطبيعته التي عايشناها أيام كان وزيرا للداخلية في التسعينيات كان مطواعا للأجهزة الامنية المختلفة، وهذا مطلوب اليوم بقوة لا سيما بعد مرحلة المجالي التي سادها تطنيش الحكام الإداريين للأمن العام.
من ناحية أخرى يعتبر سلامة حماد من ابناء الداخلية الذين تسلسلوا في الدرجات من خلالها الى ان وصل الى مرتبة وزير، وبالتالي هو يدرك اعرافها وطبيعة علاقتها مع الجميع، فلن يبتعد عن ذلك ولن يحاول اظهار الشخصية المستقلة.
من جهة اخرى سيكون للرجل دور في فتح الخطوط والتفاوض مع عشائر معان من اجل تسليم المطلوبين، فقد سبق له ان كان فاعلا في احداث جامعة الحسين وهو متقن لهذا الفن.
كما انه ان لم ينجح سيغطي على اي عملية امنية قاسية كانت او ناعمة تجاه المطلوبين، فبشخصيته يملك ان يكون كذلك وبخبرته يستطيع ان يفعل.
أما مواقفه من الحركة الاسلامية فمعروفة وتنسجم مع توجهات الدولة في الاونة الاخيرة، فالصدام كان عنوان وزارته مع الاسلاميين ولا اعرف كيف سيقرأها الاخوان في هذه الايام.
بالمحصلة الرجل قوي في مكانه ويستطيع ان يظهر ذلك رغم تبعيته، كما انه يملك القدرة على الحركة في معان ومع ذلك لا ندري كم غيرته العشرون سنة الماضية.