الاعتصامات في المؤسسات الاكاديمية والاصطياد في المياه العكره
كثيرا ما يلجأ موظفي الجامعات الى استخدام سلاح الاعتصام, وذلك مثل أضراب الاداريين في جامعة البلقاء ومؤتة عن العمل مطالبين بالزيادات والترقيات وتحسين الأوضاع المعيشية، وزادوا على ذلك بالمطالبة بإصلاح المنظومة الادارية ليبدو الأمر وكأنه بحث عن المصلحة الوطنية لا مصالح فئوية، ووصل الأمر بالدولة نتيجة لهذه الإضرابات إلى القيام باعتقالات بين الموظفين على قاعدة ميكافيلي القائلة "من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك", وقررت تحويلهم الى القضاء.
وعلى اي حال, كثيرا ما تخرج الاعتصامات عن السياق وتتحول الى موجات غضب وتعنيف لرئيس المؤسسة أيا كانت, بل وتهيمن احيانا عقلية "المجموعة" على بعض الاعتصامات ويبدأ بعض المعتصمين بالخروج عن اهداف الاعتصام وسياقه الاساسي من خلال مطالبات لا علاقة لها بالمطالبات الاساسية للموظفين.
ومن ناحية اخرى, قال رئيس لجنة التربية النيابية، الدكتور بسام البطوش, إن بقاء إدارات الجامعات في أبراج عاجية دون فتح قنوات تواصل مع موظفي الجامعات ساهم في خلق مشاكل في الجامعات. وأشار إلى أن عدم بناء تلك الإدارات لجسور تواصل فعال مع الموظفين إضافة إلى عدم وجود زيارات كافية للميدان ساهم في عدم وجود ثقة بين الطرفين.
وبغض النظر عن صحة كلام الدكتورالبطوش من عدمه, لا بد من الاقرار بأن نهج الاعتصامات كثيرا ما يخرج عن السياق ويتحول الى آداة لإضعاف المؤسسة التعليمية من خلال اضعاف هيبة رئيسها. ورغم وجود الفساد والمحسوبية في كافة المؤسسات التعليمية, لا بد من الاقرار بوجود مؤسسات رقابية مثل مكافحة الفساد وديوان المحاسبة وهي مؤسسات تملك الادوات اللازمة للضغط على المؤسسات التعليمية والتخفيف من الفساد, حيث توفر قنوات شرعية لإستقبال الشكاوي الموثقة والتحقق منها, بل وتقوم احيانا بتحويل الشكاوي الى مدعي عام يتبعها.
ومن هنا لا بد من الاعتراف بان الاعتصامات في الجامعات كثيرا ما تتحول الى نوع من الاصطياد في المياه العكرة, وذلك بمعنى محاولة البعض إيقاع الخلافات بين الناس والفتنة من دون هدف. نعم, فالماء العكر لا يتواجد فيه سمك وإنما أفاعي وحشرات وضفادع, ومن يصطاد فيه يهدر وقته ويزعج الأخرين.