أين ذهب الطفل ورد؟

أخبار البلد-  محمد علاونة

يبدو أن عائلة الطفل ورد الذي خرج من منزل ذويه قبل ست سنوات ولم يعد لديها الأمل أن يعود ذات يوم، في مشهد تختلط فيه مشاعر الحزن بعشرات الأشياء المجهولة وغير المفهومة، على الأقل من الناحية النفسية لن ترتاح العائلة إلا بنبأ عنه حتى لو كان متوفيا لا سمح الله.
قصة ورد غريبة، فهو يعيش في قرية تداولت مئات القصص حول اختفائه وبدون تفاصيل كانت كلها غير منطقية ونسجا من الخيال، أما ما هو واقعي السؤال الرئيس، وهو أين ذهب ورد وكيف اختفى في منطقة جغرافيتها محدودة والناس تعرف بعضها عن قرب.
صحيح أن كثيرا من القضايا بقيت مجهولة وتكشفت خيوطها بعد عشرات السنين، أما في بلد صغير مثل الاردن لا يمكن الجزم أن هنالك قضايا بقيت عالقة باستثناء عدد محدود وذلك حسب ما يفيد الأمن العام في تقاريره أو تصريحاته.
البعض قال إن هنالك عصابات تخطف الأولاد لغايات بيع الأعضاء وهو أمر شائع في دول آسيوية وغربية، وآخرون أشاروا بأصابع الاتهام لأهل الولد أنفسهم ولو كان ذلك صحيحا لتبين، أما البعض فتوقعوا أن الطفل فر ولا يرغب بالعودة وذلك حدث كثيرا مع من هم أكبر من سنه وفي النهاية عادوا.
يبدو أن هناك سرا في الموضوع وعلى والديه ألا يكفا السؤال عن فلذة كبدهم، فهم السبيل الوحيد لبقاء قضية اختفائه حتى لو كانوا موهومين تحركهم العاطفة، فابنهم في النهاية حق لهم، وحق غال لا يمكن مبادلته بملايين الدنانير وكنوز الدنيا وإن كان ورد ما زال حيا بالتأكيد سيظهر يوما، أما غير ذلك فالتكهن مستحيل.
البعض يعتقد ان قضايا عديدة تم إغلاقها وتقييدها ضد مجهول واصبحت فيما بعد منسية وذلك ليس بصحيح، على الأقل في وقتنا الحاضر كون وسائل الاتصال وطريقة انتشار المعلومات تتيح للجميع أن يقول ما يشاء والاسرار أصبحت من الماضي باستثناء مواضيع محدودة بذاتها.
أخيرا، نثق بقدرات الأمن في بلادنا ونرجو أن يأخذوا الأمر على محمل الجد بعد تلك السنين وكما علمنا أن أهله طلبوا فتح الملف من جديد ننتظر التعاون ومد يَد العون وبأقصى درجة لحل لغز حير الأردنيين الذين يعيشون في بلد صغير يقال دوما أنه «الأمن والأمان».