معان هي الطيف المعتّق بذهب الشمس وفضّة القمر
هي أسيلة الخد .....وهي الصفاء والنقاء .....وهي حاضنة الريشة والمحبرة الأولى ( الحق يعلو )....وهي موئل جحافل الثورة الكبرى.....هي الطيف المعتّق بذهب الشمس وفضّة القمر .....هي الانتماء المعتّق رغم تراجيديا الموت المصطنع....وهي الوسم الموروث لمعاني الأصالة والوفاء.....هي درّة الوطن والجغرافيا الموسومة بالوجع المفتعل...وهي التاريخ العبق بالصدق والولاء..... إنها معان المجد والكرامة .........................
ورغم عطر الوردة ونقاء الوريد إلا أن معان ما زالت تعاني من دراما السياسة المصدّرة من عمان والتي تنقلب إلى تراجيديا على الأرض بغبية تحقيق الصالح الفردي لبعضهم وتصفية الحسابات الموبوءة بالنكران للوطن والأهل.
يصوّر بعض أصحاب القرار - وبدواعي أجندتهم الشخصية - معان على أنها محافظة ملتهبة وجل أهلها خارجون عن القانون ويوظّفون مكنة الدولة في الخراب، وهي تلك المحافظة الوادعة الأقل حدا في معدلات الجريمة الأكثر دفئا اجتماعيا والأرقى إنسانية والأخلص تحايا بين الأهل والأخوة والأوفى نبضا والأنقى انتماءا وولاءا .......ورغم كل ما يحاك لمعان فستبقى حرة أبية طاهرة نقية ....هي المعادلة التي فاقت معادلة " إرفين شرودنغر" في الكم والنوع (في كم الاندماج في شريان الوطن ونوع الانتماء لقيادته).
في الوطن طيور عشق مزيّفة حكت وتحكي للأجيال أكاذيب هوى مدروسة، نسيت أنها على كرسي الوطن وكرسي الوطن في فؤاد معان أرضا وأهلا . تريد هذه الطيور أن تجعل من معان شماعة لأهوائها وأخطائها . ألم يقولوا بأن حب الوطن نار تتلظى ؟! فما بال عشاق اليوم بلا نيران وقد خلت قلوبهم وضمائرهم من الحنان؟!
لماذا يأبون إلا أن تكون معان عاصفة وقصيّة كذاكرة بحر ... لماذا يريدون لها أن تكون دوما مرادفة لكل هوى تهواه أنفسهم لارتكاب حكاياتهم... وهم الموغلون في ثتايا وجعها وهم الباحثون دوما عن خاصرة لذلك الوجع....هناك من يتكئ على جرح معان ويتجرّع وجعها كأسا دهاقا بالأنانية والزيف.......وهناك من يحاول فتق عيني الوطن ويأبى أن تنام معان قريرة العين موفورة الوجدان.
لم افتح - وأنا ابن معان - قرطاس العمر إلا من قهر عكّر الخاطر ....فحرفي من صميم الروح ...ولعله - ومنذ سنيّ العهر - مقيّد في دير اللاجدوى...... وأنا لا أخشى عليه من سوء التأويل فالعمر والرزق بيد الخالق ..... فهل من جليس لينزف الدمع أوجاعه لتخالط أوجاع معان ولنحفر زمزما في الروح قبل أن يجمع الرماد وتنثر ذراته في أوجاع الوطن المقهور.
معان أردنية هاشمية هي كفيلادلفيا وطفيلة كنعان وارابيلا ومؤاب وأيلة وسالتوس وسارقي والفدين ومادبا المساجد والكنائس وعجلون ميمونة الوجه وجراسيا. وهي على العهد والود دوما تجدد بيعتها بالوفاء والولاء كلما نسجت شمس الصباح خيوطها وكلما أسدل الليل أستاره.
حفظ الله الأردن وطنا وملكا وشعبا من كل سوء .