سؤال طرحته على نفسي منذ أن شاهدت هذه اللوحة الاعلانية في مدخل مدينة الزرقاء ، وقد وضعت بإتجاه مدينة عمان ، من هو الأب الشرعي لهذه اللوحة ؟ ، وخصوصا أنني شاهدت مثل هذه اللوحة في شوارع عمان وخصوصا شارع المدينة الطبية ، وفي شوارع مدينة الرصيفة ، والملفت للإنتباه هنا أن بعض هذه اللوحات وضع عليها رقم هاتف خلوي وبجانبه كلمة للمزيد من المعلومات ، الى هنا لنقف ونعيد ترتيب أفكارنا وطريقة عمل الحملات الاعلانية ذات الهدف الواضح ، ففي أي حملة غعلانية تستخدم بها لوحات الشوارع يتم وضع الجهة القائمة بمثل هذا العمل حتى ولو وضع هذه الاسم بخط صغير أسفل اللوحة ، وكذلك قبل تعليق أي لوحة لابد من أخذ موافقة الجهات ذات العلاقة كالبلدية والمحافظة وخلافه ، ويتم دراسة أماكن وضع اللوحات كي تحقق الهدف الذي وضعت من أجله وهو أن يطلع عليها أكبر عدد ممكن من الناس ، ويتم كذلك دراسة الالوان المستخدمة في صنع اللوحة من أجل احداث تاثير ولفت انتباه المواطن الذي يسير في الشارع ، ولنأخذ مثال على ذلك اللوحات الاعلانية للمرشحين للإنتخابات السابقة ، ومن كل ما سبق أجد أن هذه اللوحات لم يتم عمل أي دراسة إعلانية لها وقد وضعت بشكل متسرع ولهدف متسرع ، أو لكسب الوقت قبل حلول 25 اذار ، وبالعودة للسؤال الرئيسي هنا وهو من هو الأب الشرعي لهذه اللوحات أو اللوحة .
، أجد نفسي غير قادر على الاجابة على مثل هذه السؤال إلا من خلال التخمين أو التحزير مستندا على معلوماتي كمواطن بسيط ، ومن هذه التخمينات أولها أن الجهة التي وضعت مثل هذه اللوحات هي نفسها الجهة التي تعمدت أن تثير مشاكل يوم الجمعة الماضية ، وذلك لأنها اختارت يوم لاحق ليوم الاعتصام الخاص ب24 أذار ، وبالتالي كان هناك تعمد بإيجاد حالة من التنافس بين طرفين في وطن واحد وكلا الطرفين كانا يختبئان بعباءة الملك ، ولكن أصحاب اللوحة كان إختبائهم مستند على قوة الجهة المنظمة لمثل هذا التجمع ، وقد مارست هذه الجهة اسلوب المتاجرة بالولاء للملك دون أن تأخذ بعين الاعتبار أننا نعيش بوطن واحد حتى ولو إختلفت الاراء أو التوجهات ، ولكنها كجهة ذات صفة ربما أمنية رفضت أن يمتلك أحد غيرها حق الولاية أو الوصاية بالانتماء لهذا الوطن ، وهنا نعيد سؤالنا لهذه الجهة التي إحاول الوصول لها من أجل أن أعطي هذه اللوحات أب شرعي ، سؤالنا لها هو هل تم حساب الجانب الاخر من الوضع وهو جانب أن هناك أخرين يعتصمون من أجل مطالب حقوقية لا تمس الولاء وتهدف الى إعطاء فرصة للرأي الأخر بالظهور ؟ ، والسؤال الأخر هو لماذا تم استخدام هذا الاسلوب الرخيص من الاعلان عن مفهوم الانتماء للوطن على حساب أمن واستقرا هذا الوطن ؟ .
، فمن خلال معرفتي بكيفية اسلوب مثل هذه الجهات بتنظيم الحملات وخصوصا التي تتعلق بالمؤتمرات والندوات الخاصة بحضور مسؤول حكومي كوزير أو ما شابه أو بالمناسبات الأخرى وبمظاهر التملق على حساب الطرف الأخر ، أجد أن هذه الجهة وحسب معرفتي قد عانت ولا تزال من تخول العشائرية والمناطقية في داخلها واصبحت هي نفسها عبء على الوطن ، وهي تشابه حركات الشبيبة الحزبية للأنظمة الشمولية ولكن بإطار تنسيقي أمني من خلال إطار مؤسسات شبه حكومي ومدني في نفس الوقت ، وكي لا أغوص في الوصف والتشبيه والمتلازمات اللغوية أقول كلمتي الاخيرة هنا وهي أن الاباء الشرعيين لهذه اللوحات هم كثر منهم هيئة شباب كلنا الاردن والحكام الاداريين الذين سمحوا بوضع مثل هذه اللوحات بسرعة البرق ، واخيرا الجهاز المخابراتي في البلد الذي إستطاع أن يدير المعركة بالريموتكنترول من غرفه المغلقة ، وهنا أقول كلمتي هذه وأجري على الله ؟؟؟