عمان في عيون أجنبية
اخبار البلد- امجد الشهوان
قبل أيام و أنا أتجول مع أحد الوفود الأجنبية في العاصمة الحبيبة عمان مروراً بوسط البلد الى المدرج الروماني ثم جبل القلعة و عندما اِنتهينا من زيارة المدرج الروماني ركبنا السيارة لنصعد الى واحد من سباعية الشموخ في عمان الى جبل القلعة و اِذ بصوت اِنثوي يقول " أنا مندهشة " فلم يعتريني ذلك الاهتمام فقلت في نفسي انه حديث بينهم , و اِذ بيد تربت على كتفي لا لتجعلني أنام و اِنما لتفتح نوافذ الاِنتباه لدي و اِذ بستينية تقول و تردد نفس تلك العبارة : " أنا مندهشة جداً فأنا زرت عواصم كثيرة فلم أشاهد بنظافة " الداون تاون " خاصتكم ". وتقصد ب" الداون تاون " وسط البلد . حينها اِنعقد لساني و تجمدت حواسي فلم أعرف ماذا أقول فأنا ابن البلد ,,,أنا الزائر و المقيم . أمعقول أنني لم أتنبه الى تلك الميزة من قبل ؟ فأصبح في الرأس قطاران يسيران ولكنهما متعاكسين في الاتجاه : قطار الأفكار يسافر بي الى الماضي و قطار حديثها الذي لم ألتقط منه سوى حركة الفم و اليدين فتوقف قطاري أفكاري فجأة مع توقف السيارة و اِذا بصوتها يعود الي مرة أخرى يطلب : " ارجو أن تبلغ عمدتكم تحياتي و شكري على هذا المستوى الكبير من النظافة التي تتمتع به مدينتكم " .
وحين و صلنا الى جبل القلعة تركت الضيوف مع مدير الموقع و وقفت على حافة الجيل المطلة على وسط البلد فأخذت أتأمل عمان و كأنني أراها للمرة الأولى فصالت بي الأفكار وجالت و مر علي شريط الأيام بصوره وأحداثه فتوقف بي عند ذلك الرجل صاحب الشعر الأبيض عندما ارتدى زي عمال الوطن عندما ظن الكثيرون و أنا منهم بأن ما يفعله هو مجرد جذب للأضواء فأيقنت أنه أراد أن يرسم خارطة طريق لكل موظف و عامل ومسؤول ؟
و عندما حانت ساعة العودة طلبت من السائق أن ياتي بنا من وسط البلد لأتأكد من ان ما قالته السيدة ليس مجرد مجاملة فأبقيت ناظري على الشوارع و الأرصفة . بالفعل شعرت بعمان الزكية ...عمان العزيزة .... عمان الأبية ,ثوبها مطرز مزركش نظيف . ارتفعت معنويات ونبت لثقتي جناحان فطوبى لعامل الوطن و للمسؤول ... طوبى لمن جعل مصلحة البلاد همه الأول والأخير .
فالانتماء الذي ليس له نظير والساري في العروق يحتاج للعمل و الجد و العزم لتبقى بلادنا عظيمة , نظيفة, زهية , عصية فلك جزيل الشكر يا عمدتنا و لكل مسؤول و جندي يعمل من أجل رفعة الوطن و عزته .