سقوط طائرة واحدة فقط

سيثبت نتنياهو مجددا للسلطة الفلسطينية انه ليس بوارد أي اكتراث لبحث دولة فلسطينية لا مع عباس ولا عريقات، ومع ذلك سيستمر منصب كبير المفاوضين ولم يعد مفهوما على ماذا سيفاوض غير أن يكون مستعدا لتقديم تنازالات ليقنع نتنياهو بالعودة ليفاوض من أجلها. ورغم المراهنة على نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتوقع جديد منها فإن الماثل يعكس حقيقة ثابتة عنوانها ليس في دولة الكيان الاسرائيلي استعدادات من أي نوع للتعامل مع حقوق فلسطينية، وانما انتهاكها فقط على أساس إلغائها مع الزمن، ولم يعد هناك خطوط حمر بما في الامر الاقصى الذي هو الان قيد التقسيم الزماني ليكون يهوديا بالكامل تدريجيا ومرحليا.
التعليقات على نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة النصف زائد واحد جاءت قوية وناقدة من الجانب الاسرائيلي أكثر مما صدر حولها فلسطينيا، والذي في معظم طياته استعدادات للذهاب الى المفاوضات مجددا، وقد اختلفت قليلا عند حركة حماس التي اعتبرتها دليلا على أهمية المصالحة والتخلي عن المفاوضات العقيمة. وفي المجمل فان الحكومة الجديدة بما احتوته من متشددين ومتطرفين لن تتأخر بقرارات توسعة الاستيطان وتهويد القدس وما تيسر في اي مدينة فلسطينية ايضا، ومقابل ذلك لن تتحرك السلطة بأي اتجاه يخدم القضية، وهي قد تسقط ورقة اللجوء للجنايات الدولية باعتبارها اخيرة ينبغي الحفاظ عليها، والقصة برمتها هنا باتت عبارة عن ناس يريدون الاستمرار في مواقعهم كقادة وان لم يعد لديهم ما يقودونه سوى انفسهم.
الجيش الاسرائيلي يخوض حروبا ضد الفلسطينيين في غزة لقتلهم ولا يقود مثلها في الضفة وانما يسيطر عليها قمعا ومنعا واعتقالا للفلسطينيين ايضا، وحكومته تعتبر حركة حماس إرهابا ولا تعتبر حركة فتح كذلك، وسلطة رام الله تبتعد عن سلطة غزة لتقترب من سلطة نتنياهو وسلطة حماس تريد مصالحة لمواجهته اكثر، والعرب يقفون مع عباس وإيران مع حماس والمقاومة، والسيسي مهم لنتنياهو وقد وسع اخيرا مناطق العزل مع غزة، والسعودية تريد هدنة في اليمن، وبشار يتحدث عن خسارة معركة وليس حربا، وبرزاني يرحب بلاجئين من الانبار، والسمك باللبن مع التمر هندي، والا كيف استوعبت داعش كل القصف الجوي لو لم يكن الطباخ يهوديا من واشنطن.