«المهندسـيـن» وضـرورة التمثيـل النســبــي

كما كل الانتخابات النقابية ، كشفت انتخابات نقابة المهندسين عن ضرورة اعادة النظر في قانون انتخاب النقابات المهنية رائدة العمل النقابي والسياسي الاردني على مفهوم التمثيل النسبي وليس على مفهوم القائمة المغلقة الاقصائية التي تلغي 45% من اصوات الهيئة العامة وتقصي اللون الآخر تماما ، ويسجل للقائمة الخاسرة " الخضراء " فتحها الباب لمفهوم التمثيل النسبي عندما تركت مقاعد خالية في القائمة لتملأها الهيئة العامة كما تشاء ، ولعل هذا سبب في خسارة القائمة الخضراء بهذه النتيجة الموجعة بعد التحضير الكبير الذي رافق عملها الانتخابي . وحتى لا يكون الخيار الاصلاحي انتقائيا وتابعا لشهوات القوة والمصلحة الحزبية ، فإن منطق التمثيل النسبي يجب ان يسود في كل الانتخابات العامة من الانتخابات النيابية " القوائم " وحتى الانتخابات البلدية والنقابية ليكون التوازن السياسي قائما ويكون تمثيل الاقلية حاضرا ، فهذه العتبة الاولى للاصلاح على كل مستوياته من اصغر نادٍ الى اكبر انتخابات عامة ، وبقاء الامر على الشكل الحالي يكرّس ثقافة الاقصاء ويمنع التقارب السياسي والاجتماعي كمدخل لتشكيل ثقافة العيش المشترك . فأسوأ اشكال الديمقراطية تلك التي تشرعن الاقصاء عبر صناديق الاقتراع وتفرض سطوة اللون الواحد وتفسح المجال لشكل الحزب الواحد كي يتواجد ويترعرع في البيئة العربية القائمة على مفهوم المغالبة السياسية والمكاسرة الانتخابية بحكم ديمومة النُظم الانتخابية القائمة على المكاسرة السياسية وليس على منطق ومفهوم التعايش السياسي الذي يوفر السلم الاهلي ويمنع نمو الاحقاد الفرعية الناجمة عن بروز ظاهرة الهويات الفرعية التي نجحت انظمة الانتخاب الاردنية في توفير بيئة حاضنة لها ، ورأينا كيف ارتفع مفهوم الانتماء السياسي الضيق على حساب مفهوم الحياة السياسية المفتوحة . نقابة المهندسين ان جاز التعبير هي ام النقابات المهنية واكثرها حضورا ووزنا واكثرها رسوخا وتأثيرا وهي بدأت التفكير بهذا الشكل في ظل مجلسها السابق وعلى القائمة الفائزة الاستمرار في النهج وصولا الى تحقيق مفهوم التمثيل النسبي ، الذي يضمن استمرارية الريادة للمهندسين ويضع اسمها في خانة الشرف الوطني كبداية لمرحلة اصلاحية ينشدها المجتمع الاردني ويحتاج الى من يقوم بتعليق الجرس ويكسر حاجز الرعب لدى المتلكئين في الاصلاح والراغبين ببقاء الوضع القائم ويتحججون بالنقابات المهنية والمهندسين على وجه الخصوص . الاصلاح يحتاج الى تضحيات وانصار الاصلاح هم اصحاب المصلحة في ذلك وعليهم تقديم الثمن وازالة حالة التلكؤ الرسمي الذي لا يجد مصلحته في الاصلاح ، والقائمة الفائزة في النقابة في دورتها الاخيرة تستطيع القيام بهذه المهمة بسهولة ويسر ودون وطأة المصلحة فهي بالمنطق تخالف مصلحتها الحزبية مما يعطيها شرعية اخلاقية تحتاجها كثيرا في بداية عملها كممثل لجموع المهندسين وليس لطيف هندسي ابيض او اخضر . المهندسون الآن لديهم فرصة لقيادة عجلة الاصلاح الى الامام عبر تثبيت مفهوم التمثيل النسبي داخل نقابتهم وسيلحقهم اخرون ، لان الريادة جاذبة والاصلاح بحاجة الى قوة تدعمه وتحميه وتبتكر من اجله وتضحي وكل ذلك متوفر في نقابتهم ، التي نجحت في انجاح تظاهرة انتخابية واسعة وشاملة لاطياف سياسية متباينة والنجاح الاكبر كان في تثبيت مفهوم الاختلاف الايجابي والاحتكام الى مقياس الصندوق الطوعي الحر ، ولعل ما قاله النقيب الفائز ماجد الطباع بعد فوزه وما قاله المرشح الخاسر لمقعد النقيب خالد رمضان بداية لتأسيس شراكة قائمة على التنافس والصراع الديمقراطيين وليس على مبدأ المكاسرة والمغالبة فقد قال الرجلان ما يصلح ان يكون منهاج عمل قادم وسلوكا سياسيا راشدا بين المتنافسين . نبارك للقائمة الفائزة وندعوها الى الخروج من اللون الانتخابي لصالح خدمة الجميع ونطلب من القائمة الخاسرة العمل مع الفائزين لانجاح التجربة واكمال البرنامج الاصلاحي الذي نأمل ان يتوّج بالتمثيل النسبي في الانتخابات القادمة . - See more at: http://www.addustour.com/17576/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3%D9%80%D9%8A%D9%80%D9%86%C2%BB+%D9%88%D8%B6%D9%80%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%80%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%80%D9%80%D8%A8%D9%80%D9%80%D9%8A.html#sthash.xbV9ycAA.dpuf