الشباب واللغة العربية

الشباب واللغة العربية

إن اللغة هي وسيلة التواصل، وتبادل المعلومات، والأفكار بين الناس، واللغة العربية لغة الضاد، شملت كل نواحي الحياة المختلفة، ولكن للأسف نجد أن شريحة كبيرة من الشباب، يبتعدون عن اللغة العربية، وقد شاهدت شباباً جامعيين في بداية العشرين من العمر، لا يعرفون كيف يكتبون بعض الكلمات العربية، بل أنهم يلجؤون إلى تهجئتها قبل كتابتها، وصدمني ذلك حقاً، ويكون مبررهم الوحيد بأن اتقان قواعد اللغة العربية يحتاج إلى دراسة مكثفة، وهم لم يحبوا دراسة اللغة العربية منذ أيام المدرسة، فما هي العوامل التي أدت إلى إبتعاد الشباب عن اللغة العربية؟.
توجد عوامل عديدة ساهمت في إبتعاد الكثير من الشباب عن اللغة العربية، وجعلتهم يميلون إلى التأثر بلغات أخرى غيرها، وابدأ هذه العوامل بتأثير التطور التكنولوجي الحديث على اللغة العربية، فقد ساهم في ظهور لغة مستحدثة تسمى ( العربيزي ) واسمها مشتق من كلمتي ( عربي ) و( ايزي: والتي تعني سهل باللغة الإنجليزية )، وهذه اللغة عبارة عن خليطٍ من حروف وأرقام اللغة الإنجليزية، ولكنها تقرأ بطريقة عربية، مثل: حرف ( ع ) يصبح رقم 3 ، وحرف ( ح ) يصبح رقم 7، وعلى هذا المنوال يتم طمس الحروف العربية بشكل كلي، وسبب إنتشارها بين الشباب من وجهة نظرهم، بأنها سهلة في الكتابة والقراءة.

ويعتبر عدم إهتمام الشباب بقراءة الكتب من العوامل المهمة أيضاً، فنجد الكثير منهم يعللون ابتعادهم عن القراءة، بأنهم لا يمتلكون وقتاً لها، ولم يفكروا فيها إلا أثناء دراستهم فقط، ونجد أن بعضهم يستبدلون لغتهم العربية بلغة أخرى، ليكون تعلمهم أحياناً لهذه اللغة من باب الموضة، حتى يقال بأنهم يتقنون التحدث بأكثر من لغة، وللتربية العائلية دورٌ مهم في تنشئة أبنائهم على محبة اللغة العربية، وأذكر موقفاً حصل معي منذ فترة بأني سألتُ طفلاً عن نوع الحلوى الذي يريد تناوله، فلم يجب وظننت أنه يشعر بالخجل، فرد والده قائلاً: ابني لا يفهم الجملة بالعربي، قل له: ( شوكلت ) بالإنجليزي، ألهذه الدرجة يسعى بعض الأهالي إلى إلغاء اللغة العربية من قاموس أبنائهم اللغوي؟!، ويحاولون تعليمهم لغة أخرى منذ طفولتهم على حساب اللغة العربية، حتى يهجروها في شبابهم، وكثيرة هي العوامل المؤدية للأسف إلى إضعاف اللغة العربية عند الشباب.

من الممكن العمل على زيادة وعي الشباب بأهمية اللغة العربية، والعمل على تمكينها وترسيخها عندهم، بدء من منازلهم، من خلال تشجيع عائلاتهم لهم على تخصيص وقت للقراءة، والمحافظة على التحدث في اللغة العربية، ومن ثم تعلم لغات جديدة أخرى، ولا أغفل الدور المهم للمدارس في ذلك، فحصة اللغة العربية يجب أن تتسم بأسلوب تدريسي يساعد الطالب على فهم لغته بشكل أكبر، ويساهم ذلك في وجود جيل من الشباب الجامعي المتقن للغته العربية، والمحافظ عليها؛ لأن اللغة العربية هي أساس مهم من أساسات الهوية العربية، لكل إنسان عربي.

مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com