كيف لنا أن نتقدم !

عندما يتحول التعليم لمشروع خاص يهدف إلى جني الاموال والأرباح، تأكد تماماً أن لا بناء للأجيال، ولا حياة للقيم والأخلاق، وهنا لا أعمم ولكن مما ألمسه في واقع التعليم في بلادنا أخط أناملي قهراً وحزناً !
عندما لا يكون هناك أدنى قيمة للمعلم، ولا لصاحب الرسالة، فلا تستغرب من انحطاط مستوى التحصيل الدراسي، وكثرة العنف، على حساب القيم والأخلاق!
فكيف لمدير مدرسة أن يقوم بإهانة معلمة تعمل ضمن كادرها أمام الطلاب حتى وإن كانت على خطأ، وكيف لطالب أن يهدد معلمة بالفصل قامت بتوبيخه على تقصيره في حل واجباته، ويتم فصلها حقاً!
كيف لنا أن نتقدم، ونحن نعيش واقعا تعليميا مريرا، يراه المعلمون والمتعلمون يومياً، وكيف لنا أن نخرج أجيالا بعيدة عن العنف إن كنا نعيش على أرض غير ثابتة!
لا نستغرب من كثرة قضايا العنف الجامعي، ولا من ندرة التطور الأكاديمي إن عرفت أن النواة الحقيقية كانت..ومازالت في الخلل التعليمي الذي نراه في مدارسنا، وإن كان الأباء قد عودوا أبناءهم على الضرب في المنزل، وخلق جيل من الابناء لا يفهم الا لغة الضرب، وعندما يقوم بتوبيخ الطالب فإن الطالب يظن أن المعلم ضعيف لانه لا يمكنه أن يضربه بحجة من الضرب في المدارس، فيلجأ هو للعنف!
من كان يريد القضاء على العنف فليعمد للأسرة، للتربية قبل التعليم، للحياة الأسرية التي نعيشها، لا إلى المدرسة فقط...فمن تعود على الضرب لا يفهم إلا لغة الضرب، للأسف هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه بعض الطلاب!!