الشرفات : يد العدالة ستطال كل الفاسدين مهما طال الزمن
أخبار البلد - وصف الدكتور طلال الشرفات عضو مجلس هيئة مكافحة الفساد مقولة أن هناك تمييز في التعاطي في قضايا الفساد بأنها مقولة خاطئة تستند في أغلب الأحوال إلى اعتبارات سياسية حالة وإلى الإحباط التي تكشف سلوك بعض النخب في التعاطي في الشأن العام والالتفات للتسريبات الإعلامية والتي غالباً لا تستند على معطيات واقعية أو قانونية ، سيما وأن قرارات الإحالة تستند على وقائع وأدلة من واقع التحقيق ولا تستند على الأماني المجردة ومحاولة إرضاء الرأي العام .
وقال الدكتور الشرفات أثناء لقائه أساتدة وطلبة جامعة الزرقاء الخاصة أن الاعتبارات التي يركن إليها مجلس الهيئة في قراراته هي اعتبارات قانونية وليست سياسية مبيناً أن يد العدالة ستطال كل الفاسدين طال الزمن أم قصر وأنه ليس هناك من هو محصن من الملاحقة في قضايا الفساد والفاسدين ممن استقووا على مقدرات الوطن وحقوق أبنائه وأن التوجيهات الملكية السامية حاسمة في هذا الإطار بالتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه ارتكاب جرائم الفساد وفق قواعد العدالة والنزهة والشفافية وسيادة القانون .
وأشار د. الشرفات إلى أن الدور الوقائي للهيئة جنّب المال العام الكثير من القرارات الخاطئة التي وفرت مبالغ طائلة كان من الممكن أن تذهب كمتحصلات فساد بسوء نية أو بقرارات خاطئة غير مدروسة مشيراً إلى تعاون الحكومة الإيجابي في هذا الصدد وتزويد الهيئة بأي مظاهر خلل لدراستها والتحقيق في المخالفات وإعطاء النصح في مسائل أخرى وأن الوزارات والمؤسسات تبدي تعاوناً ملموساً في طلب النصح في كثير من القرارات الإقتصادية والإدارية .
وأكد الدكتور الشرفات على ضرورة توجيه الجهات الرقابية الرسمية لإحالة شبهات الفساد إلى الهيئة باعتبارها المرجعية للتحقيق وذلك توحيداً للإجراءات وإزالة الإزدواجية ووفقاً لأحكام القانون .
كما تناول في حديثه وحدة حماية الشهود والمبلغين وتوفير الحماية للمبلغين والشهود والمخبرين والخبراء في قضايا الفساد وأقاربهم والأشخاص وثيقي الصلة بهم.
وفي معرض رده على أسئلة الحضور أشار الدكتور الشرفات إلى أن الجامعات هي منارات علم وفكر ومعرفة وصانعة الأجيال القادمة وأنه يتوجب أن تكون قدوة لكل المؤسسات والهيئات في القطاعين العام والخاص وأن الفساد الأكاديمي هو من أخطر مظاهر الفساد وأن لم يكن أخطرها على الإطلاق لأنه يسهم بتلويث قيم ومبادئ وثوابت الدولة والمجتمع مؤكداً أن الهيئة تولي اهتماماً في مسيرة الجامعات الأكاديمية والإدارية وهيئات الاعتماد والرقابة وضرورة تحقيق الفعالية والمساواة والحوكمة والالتزام بمضامين القوانين والأسباب الموجبة لها في كل مؤسسات التعليم العالي .
وختم الشرفات حديثه بالقول بأن المستقبل سيثبت أن الأمة الحية لا يمكن أن تقبل بالفساد والفاسدين وأن ثوابت ومرتكزات الدولة الأردنية مرهونة بمحاربة الفساد وأن الهيئة ستؤدي واجبها بأمانة وشجاعة وإخلاص وعلى قاعدة الحرص الوطني واحترام سيادة القانون .
حضر اللقاء رئيس الجامعة وعدد من المسؤولين فيها وحشد كبير من طلبتها .
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات التي أقر مجلس الهيئة تنفيذاً للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد على مستوى الجامعات الرسمية والخاصة في المملكة ومؤسسات المجتمع المدني.