لا شيء جديداً تحت سماء الصحافة

أخبار البلد-  باسم سكجها

يتساءل الدكتور باسم الطويسي في «الغد» أمس ما إذا كان هناك من جديد في اليوم العالمي لحرية الصحافة، ونحن نجيب: لا شيء جديداً تحت سماء الصحافة الأردنية، فالتقدّم خطوة إلى الأمام في يوم، يقابلها تراجع خطوتين إلى الوراء.
تقرير فريدوم هاوس يؤكد هذه الحقيقة، وسيؤكده بالضرورة تقرير «مراسلون بلا حدود»، ودراسات نقابة الصحفيين، ومركز حرية وحماية الصحفيين، والواقع يكاد يتحدث عن حاله، فالوعد الذي قطعناه على أنفسنا قبل ربع قرن بالوصول إلى صحافة حرّة ومستقلة لم يجد طريقه إلى الهدف المنشود.
ومع أنّنا احتفلنا أمس بذلك اليوم، فلا يعني ذلك أن يكون مرّ دون قمع، وبالضرورة فهناك مقال مُنع اليوم ولن يرى النور غداً، وبالضرورة فهناك صحافيون سيكتبون ما لن ينشر من قصص إخبارية، وهناك آخرون سيفكرون في الكتابة ثمّ يتقاعسون؛ خوفاً من مجهول معلوم.
وقد امتلأت صحفنا بالمقالات الداعية إلى الحرية، لكنّها بالضرورة ليست حرة، فهل نملك أن نعلن أمام الملأ أننا لسنا أحرارًا في قول ما نريد؟ وهل نملك أن ننشر أخبارًا سوف يعتبرها الآخرون من باب نشر الغسيل الوسخ، وتشويه صورة الوطن؟
وكما نكتب في كلّ سنة، في مثل هذا اليوم، فقد احتفلنا مع الآخرين باليوم العالمي لحرية الصحافة، لكننا نعترف أمام الجميع بأننا لسنا أحرارًا، وما يزال الطريق أمامنا طويلًا للوصول إلى تلك الحرية التي ناضل من أجلها آباؤنا، فأكلوا الحصرم منذ عشرات السنوات، وما زلنا نضرسه ضرسًا.