شو يعني مسؤول ..؟؟
شو يعني مسؤول
الكاتب الصحفي زياد البطاينه
رحم الله عمر بن عبد العزيز حيت قال اذا غاب الاسد عن ماسدته اكلتها الذئاب
واليوم وبعد زيارات متعددة واطلاع ودراسة لوزتراتنا ومؤسساتنا اود ان اخاطب بعض المسؤولين بعد ان سمعت من جل عجوز يقول شو يعني مسؤول المسؤول ابن ناس واحنا اولاد ناس .... المسؤول اختاروه لانه واع وصدره واسع ...احنا على قد فهمنا
نعم ان القيادات توليها الدوله جل اهتمامها وتحرص على اختيار الكفات والقدرات في كل مجال لان المسؤولية ليست فقط توصيات وقرارات تصدر ولا كتب يذيّلها المسؤول بتوقيعه او ختمه ولا هي ميزة تبيحُ للمسؤول الشخط والخبط و التعدي على حقوق الاخرين واحاسيسهم ومشاعرهم بل هي واجبٌ وطني أخلاقي يحتمُ على صاحب المنصب التحلي بالعدل والحكمة والرصانة والترفع عن سفاسف الأمور ومعالجة الطوارىء برويّة وعقلانية وحنكة بعيداً عن الانفعال والعصبية وسوء التقدير, لاسيما وأنَّ الانفعال يحرف العقل عن جادة الصواب وينزلق بالمرء إلى ما لا يليق فيفقده احترامه عند الآخرين ويصغّرهُ في أعينهم ويسقطه في نظرهم. والحقيقة أن مشكلة بعض المسؤولين عندنا وهم كثر هي اعتقادهم أنهم خطوط حمراء لا يجوز لأحد الاقتراب منها مهما قالت ومهما فعلت ومهما انتهكت وتمادت, وكذلك لفيفهم المخادع المزين لهم سوء الفعل ورداءة القول وقبح التصرف الطبلين والمزمرين ....كما هو شعورهم النخبوي الذي في كثير من الأحيان يكون زائفاً. لأنَّ النخب التي لا تحترم قواعدها ولا تحرص على سلامتها وكرامتها وقيمها ولا تبادلها حتى التحية وتنظر إليها على أنها " همج ورعاع” هي بلا أدنى شك نخب مريضة مغرورة لا تستحق حبَّ القواعد ولا احترامها
اذْ ليس من المعقول أن يجلس المسؤول في مكتبه مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له المواطنون من أخطار وأحداث مؤلمة وهو المعني بحمايتهم ورعايتهم وإدارة شؤونهم. وليس من المنطقي أن يدفعه عارضٌ ما إلى التخلي عن واجبه مهما كان هذا العارض مزعجاً وقاسياً ....فالأمور لا تعالج بإغلاق الأبواب وصم الأذن عن نداءات الناس وإشاحة النظر عن ما يدور في الخارج ولا بتقطيب الحاجبين وسورة الغضب بل على العكس تماماً إن من بدهيات الأمور أن تكون لدى المسؤول رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لمعالجة أي طارئ كَبُر أم صَغُر, وهذا لا يكون إلا بهدوء الأعصاب وضبط النفس والتحلي بسعة الصدر ورجاحة التفكير. وتبادل وجهات النظر مع المعنيين بالأمر والتشاور مع أصحاب الرأي والخبر
أيها المسؤولون الكرام اود ان اقول لكم انتبهوا لبطاناتكم، وتريثوا في الأخذ بآرائها، واحذروا مكرها لأنها لاتظهر لكم إلا التملق الأبيض وتخفي عنكم الحقيقة التي أنتم معنيون بها، ومن لايصدق منكم فليخرج من مكتبه وليسأل الناس وعندها سيعرف بعض الخفايا التي هو أحوج مايكون لمعرفتها.
ولستُ انا ممن يؤمنون بسياسة دفن الرأس في الرمال أو الاختباء وراء الإصبع، ولا أحبُّ التمترس وراء الأوهام
وأعتقدُ أنّ المداراة هي الأسلوب الأنجع لتحقيق الأمن الاجتماعي والأخلاقي, ولاأصدّق أنّ المحاباة أصبحت أفضل طريق لنيل الرضا وكسب الود
ولا أحبُّ التمترس وراء الأوهام ولا الاستكانة للأحلام، ولا الانصياع إلى أمثلة اخترعها الخنوع وقواها الجهل ونشرتها ألسنة الضعفاء والجبناء،
لتتحول عبر الأيام إلى ثقافة سلوكية في المجتمع تؤهل من يمتلكها الصعود على سلم المناصب لدرجة أنها أصبحت في هذا الزمن الذي انقلبت موازينه وتغيرت معاييره تأشيرة دخول إلى أروقة بعض المسؤولين..... الذين يكرهون الصراحة ويمتعضون من قول كلمة الحق، خاصة إذا كانت هذه الكلمة تمسُّ ممارساتهم أو ممارسات بطاناتهم التي لاتسمعهم إلا المعسول من الكلام و الديباجة التي ترضي غرورهم وتعوض النقص في نفوسهم ( كحاضر سيدي، وأمرك سيدي وافتح الباب وسكر الباب ، ولاتريهم إلا الانحناءات والرجوع إلى الخلف حتى ولو اصطدمت ظهورهم المقوسة بالأبواب الموصدة التي لاتفتح إلا لأمثالهم،
فالنقاش في نظر هؤلاء المسؤولين مضيعة للوقت وفقدان للهيبة وانتقاص من القدر وتفريط بالعظمة التي يحرصون على إظهارها في جلوسهم ومشيتهم ونظرتهم واستقبالهم وحديثهم وسلامهم وربما في نومهم وتنفسهم.
كيف لا وهم في مرآة أنفسهم الأفهم والأقدر والأطهر والأجدر و..و.. أما الآخرون فينقسمون في هذه المرآة إلى أصناف متعددة كلها أقل منهم شأناً وأضعف بياناً وأوهى عزيمة وأفقر ثقافة، لذا فإنّ التعالي عليهم والتكبّر والصلف ضرورة يفرضها التميز الذي وهبه إياهم الله دون سائر خلقه.
لماذا كلُّ هذا الغرور؟! ولماذا كل هذه الهالة؟! والعبرة موجودة أمام الجميع
فمهما علت الأشجار لن تستطيع بلوغ السماء ومهما طالت الأعمار لابدّ من الفراق، ومن ينظر إلى الكرسي الدوار الذي يجلس عليه يعرف أن دوام الحال من المحال، فماأجمل التواضع، وماأجمل أن يتعامل الناس مع بعضهم مسؤولين ورعية باحترام ومودة وصدق وإخلاص
فبالحب والصدق نبني الوطن، وبالاحترام والإخلاص نصونه من الأمراض الداخلية التي لاتقل فتكاً عن أسلحة الطغاة والإرهابيين أعداء الله والإنسانية.. ويبقى أن نقول: التملق والمحاباة لغة الخونة والجبناء الذين لايؤملون لشيء ولا ينفعون في شيء.. وأصدق الناس أكثرهم احتراماً لنفسه وإعزازاً لها