اسر الوعي ... ويأس النفوس !!!
ان يتسرب اليأس للنفوس فهذا أمر مفهوم وهو من سنن الله تعالى في مراحل الازمات واوقات الابتلاء ومراحل الصراع ومن الظواهر المرتبطة باختلاف البشر ومدى مقاومتهم للظروف الصعبة ولتلك الازمات والمتغيرات والتي تؤثر عليه بشكل ملحوظ وملموس ويصبح يعاني منها ولكن ان تدوم تلك المراحل وتلك الازمات والصعوبات بشكل ملموس ومستمر ومن أسوأ الى أسوأ فأن ذلك سوف يؤدي الى الكآبة والى اليأس وسوف ينتشر اليأس بشكل عام حتى يصبح ثقافة لها ايضاً دعاتها من النخب المختلفة التي تصرح بما يجول بصدورها من معاناة وصعوبات معيشية واجراءات تعسفية تنال من قوت معيشته وتؤثر على مسار حياته وعلى اسرته اي ان متطلبات ومباديء ذلك الشعور ومعطياته سيتناول كافة الجوانب المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
وثقافة اليأس تظهر في منظومات فكرية متعددة لكن يمكن ان نشير الى بعض مواصفاته فهو فكر يهدف الى تثبيت العجز في النفوس وهو فكر جامد لا يتفاعل مع الافكار الاخرى وان الذين يتبنون هذا الفكر نجدهم من مستهلكي المعرفة ومن الاشخاص المهمشين والذين كان لهم دوراً يوماً ما حيث يحللون سلبيات الحكومة في عدم قدرتها على ايجاد الحلول الناجعة لازماتها الا عن طريق المواطن بأسلوب الجباية ويحللون عدم قدرة الحكومة على محاربة الفساد او محاربة الفقر والبطالة وما تتغنى به الحكومة من مشاريع تنموية ليست الا مشاريع تنموية وهمية سراب في سراب مما يزيد اليأس والاحباط في النفوس البشرية مما يؤدي الى عواقب متعددة منها الانتحار الذي اصبحنا نقرأ عنه كل يوم وكل اسبوع وكل شهر دون تحليل منطقي لتكرار هذه الحالات ومن الضروري والاهمية ومن لوازم المرحلة الحالية نقد ومواجهة هذا الفكر من قبل الجهات المعنية والاهلية واصحاب الفكر والدين بالفهم العميق الشامل للواقع وسبل التحليل الايجابي لاعطاء الطرق لمواجهة المحن والازمات والتبرير المنطقي السليم للظروف المحيطة بنا والمحدقة والمؤثرة والتي هي جزء وسبب من اسباب يأس النفوس ومن الضروري بناء أسس استراتيجية للحركة الايجابية والى تفعيل دور الفكر في توجيه التفاعل الانساني والمجتمعي المرتبط بواقع ومعطيات المرحلة الصعبة .
وحتى لا يصبح المواطن في مواجهة فكر يبرر اليأس والاحباط والخنوع والقعود ويسبب الاستسلام بل يجب ان نواجه ذلك بفكر النهوض وحتى لا نبتلي بالتراجع والتخاذل وخسارة ما تم تحقيقه من انجازات ومكتسبات وطنية .
ان مواجهة هذا التهديد الداخلي في هذه المرحلة يعتبر تحد كبير لا بد وان يكون هناك فئة مثقفة متعلمة وفئة متخصصة بالاجتهاد الشرعي تعمل على تنشيط النفوس وترسيخ الفهم الواعي لظروف المرحلة بالخطاب الديني والتعليمي والسياسي مع اخلاص النوايا وحسن الاداء ليصبح المواطن مدركاً لمحيطه وما فيه من مصادر السرور وما فيه من بواعث الحزن والاكتئاب كما يصبح مدركاً للفرص التي يجب ان ينتهزها للعمل ومدركاً للتحديات والامكانات المتوفرة بالرغم من معاناته لشيء من الحيرة والارتباك ومن آسر النفوس بسبب سياسة الحكومات لجباية ما تستطيع جبايته من دخل المواطن سواء من ضرائب او استغلال المخالفات والهفوات وللاعلام بكافة وسائله دور هام وكبير في نشر ثقافة الوعي ومواجهة ثقافة اليأس .
ان أسر الوعي يؤدي الى تسرب اليأس الى النفوس ويعني ارتهان واستسلام كثير من المواطنين لدى قوى متطرفة لا تعمل لصالح الوطن .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com