في يوم العمال.. عمال لا يحبذون العطلة حتى لا تحسم الراتب

على الرغم من أن يوم العمال تصادف هذا العام في يوم عطلة رسمية هو يوم الجمعة يجد محمد السخني (عامل نجارة) أن كثيرا من العمال يضطرون إلى العمل في هذا اليوم، سواء كان يوم عيد عمال أم مثل باقي أيام الجمع على مدار العام، مضيفا أن العمل رهن إشارة صاحب العمل من جهة، وأسير لقمة العيش من جهة أخرى.
وقال إن الغالبية من شريحة العمال لا يملكون الدراية الكافية بحقوقهم وواجباتهم، ولم يسبق أن أطلعتهم أي جهة أو أحد على القوانين والتعليمات التي تخص العمال، مضيفا أنهم (أي العمال) غير معنيين بنصوص القانون، بحجم اعتنائهم بتأمين لقمة العيش التي أصبحت غاية في الصعوبة -على حد وصفه-.
ويعتبر العامل موسى العوض هذا اليوم هو بمثابة هدية العمال للمجتمع بأكمله والعالم أجمع؛ حيث يتخذ العالم من الأول من أيار يوما عالميا وعطلة رسمية، فيما يواصل العمال عطاءهم دون انقطاع، ولا يعطلون في يومهم إلا بنسب قليلة جدا من العمال.
وأشار إلى أن عمال المياومة لا يحبذون التعطيل؛ لأنه سيحسم من دخلهم، بينما يضطر عمال الشهري للعمل في هذا اليوم نزولا عند رغبة أرباب العمل، لافتا إلى أن قوانين العمل بهذا الخصوص غير فاعلة، وغير ملزمة لأرباب العمل بتعطيل العمال في الأول من أيار دون حسومات -على حد قوله-. وأضاف أن كثير من زملائه في اعمال مختلفة تنقل بينها خسروا وظائفهم وتعرضوا لطرد قسري، او حسومات مالية إثر تعطيلهم في عيد العمال. وزاد: "في عيد العمال، مؤسسات كبرى ومنشآت وشركات كافأت بعض العمال بطردهم وتشتيت أسرهم"، حيث لم ينس لحظات مماثلة حصلت معه تصادفت مع عيد العمال، كما لم ينس أيضا أن يبث بطاقة معايدة لعمال العالم أجمع في يوم عيدهم.
ويقول عبدالله احمد (عامل تحميل وتنزيل) أن يوم العمال لا يليق فيه أن يسود الكسل والخمول في أماكن العمل، مؤكدا انه يفضل الاحتفال بهذا اليوم على طريقته الخاصة ليس في البيت، ولكن في الميدان من خلال إنجاز أعماله كاملة.
وأضاف بشجن "عيد العمال لم يعد للعمال، أصبح للمسؤولين والمديرين والأثرياء"؛ في إشارة منه للقمة العيش التي لم تعد سهلة، مبيناً أن عطلة يوم واحد حتى لو كانت في عيد العمال ربما يترتب عليها أعباء مالية، وديون نتيجة تعطيله.
فيما يرى العامل سمير محمد أن المعنى الحقيقي لعيد العمال يتجسد فقط في الميدان وأماكن العمل، لافتا إلى المكانة المهمة التي يحتلها العمال في المجتمع، حيث لا يقدر البعض هذه المكانة، إلا في حال غاب العمال أو توقفوا عن العمل في مثل هذا اليوم، خاصة في أعمال النظافة العامة والخدمات المشتركة، والمرتبطة بشكل مباشر بالمواطنين، إذ لا يقدر المجتمع هذه الفئة إلا بعد تعطيلها وتراكم مهامها وانعكاسها على المظاهر العامة.