الشر ليس مكسباً

مقسوم لا تأكل وصامد لا تقسم وكل حتى تشبع، وهذا حال مثل ينطبق تماما على موقف الحكومة من الاخوان المسلمين، في حين تزداد حيرة الآخرين من أين يقبلونها، واستمرار هذا الواقع لا يمكن له أن يشي الا بنذر الشرور رغم جلاء الحرص المتبادل على حماية الاستقرار والامن.
والمتابعة للمواقف التي تصدر عن الدوائر المدنية الاعلامية والسياسية حول المشهد تبين ان الجميع يدعون الى عدم انفلات الامور او الوصول الى ابواب مغلقة، وان هناك قلة قليلة عبرت عن عكس ذلك بانحياز تام للحكومة في مواجهة الاخوان، وليس خافيا استناد هؤلاء للشخصي وليس العام لطبيعة ارتباطاتهم ومواقعهم. وعليه فإن اي قراءة منصفة للمشهد ستدعو بالضرورة الى التوصل الى حلول حتى ولو في ربع الساعة الاخيرة باعتبار ما سيترتب على المنع إن تم او الاجازة إن اعتمدت، ثم من حساب ما ستكسبه الحكومة او تخسره من قرارها النهائي وهي اكثر من يدرك ان إجازة المهرجان لن يمسها بقدر ما سيضيف لها، وأن المنع لن يقلل من قدر الاخوان ولا هو بالضربة التي يظنها البعض.
الذين قدموا النصائح للحكومة باعتبار المهرجان نشاطا كأي نشاط آخر سبقه أصدقوها القول، لأنه ليس هناك جديد سيضيفه لهم، كما ان المنع لن يغير من واقع حال الجمعية المرخصة حديثا لجهة حجمها ولن يمنحها في نفس الوقت اي قوة او فرصة لتكون لسان حال الاخوان المسلمين او ان تكون وريثا. والسؤال هو لم المراهنة على حصان خاسر وبالامكان ترك الخيل تتسابق دون كلف.
الناس هنا لا يريدون من اي جهة اثارة البلبلة ويفضلون استمرار الهدوء الذي ينعمون به، كما انه ليس هناك عاقل يرغب بدفعهم للانقسام، وتدرك الحكومة اوضاع الغالبية العظمى وطبيعة معاناتهم وكيف انهم يحملون الحكومات مسؤوليتها وليس اي جهة اخرى، كذلك حجم الثقة منهم فيها التي يمكن تعزيزها وليس تبديدها. واكثر ما يثير الحيرة ان اجازة المهرجان لن يترتب عليه مشاكل، ترى من الذي يريدها ويبحث عنها لمنعه هو اولا.