الى أين نســـــير ؟؟؟؟؟؟

 

 

الى أين نســـــير  ؟؟؟؟؟؟

مصطفى خريسات

 

المتتبع لما يجري على ساحة الوطن من أحداث يجد أنها فترة تتميز بالتخبط الغير مسبوق وفقدان للتوازن وانفلات في كافة الاتجاهات .

وازاء كل هذا ,هل يدرك صناع القرار ما هي متطلبات الشعب الاردني , وحاجاته الملحة بعيدا كل البعد عن العناوين الكبيرة.

الحقيقة ان الشعب ينادي بالاصلاحات وأولها هي محاربة الفساد وتحسين المستوى الاقتصادي والمعيشي للناس، والمحافظة على ممتلكات الدولة, وعدم فكفكتها وعدم خصخصة مؤسسات الوطن، وغير ذلك من المطالب تأتي في الدرجة الثانية وهذا لا يتطلب كل الذي يحدث من عراك سياسي لا نعرف الى اين سيذهب بنا.

الأمر العجيب أن الحكومة في خضم ما يحدث, رأت أن تستوعب الاصوات العالية التي تسبب لها صداع لذلك تم تشكيل لجنة الحوار الوطني التي لم نعرف لغاية اللحظة كيف تشكلت ؟؟؟ والأسس التي تم أخذها بعين الاعتبار عند التشكيل اللهم أساس واحد هو المعارف والأصدقاء والتزكية من (سين ) الى ( جيم) وبالنتيجة كان لأصحاب الصوت العالي فيها نصيب الأسد، وفي الواقع اذا استعرضت الأسماء ستجد أن الغالبية منهم لا يمثلون الا أنفسهم وليس لهم أي بعد لدى الشارع الاردني أو الحزبي أو نضج سياسي ولا يشكلون الأردنين فكرياً او جغرافياً من شتى المنابت والاصول.

علما بأننا منذ تشكيلها كان لدينا ملاحظات على بعض أعضائها خاصةً و للأسف أن بعضهم يتصف بالمراهقة السياسية و ليس لديه نضج أو وعي سياسي ،اضافة الى أن البعض الأخر لديه أجندات غير أردنية يريد إسقاطهاعلى الواقع الأردني.

وكان شعار الترضية هو الفيصل، هل يعقل أن تشكيل لجنة للحوار الوطني( هذا العنوان الكبير) بهذا الاسلوب الذي إن دل  على شيء فإنما يدل على حالة غير مسؤولة او واعية لما يدور في البلاد والمنطقة.

من حقنا ان نرفع صوتنا عاليا, ونقول لنا مصلحة او داعي لُتشكل مثل هذه اللجنة وبهذه الشخوص و بهذه الطريقة طالما أن لدينا كما قال النائب جميل النمري مجلس أمة قادر على ان يقود الحوار.

إذا كان لا بد من تشكيل لجنة فليكن هناك لجنة من الحكماء, والسياسين المخضرمين و الناضجين والقانونيين لهم البعد الاكبر في الشارع بدلا من لجنة شكلت ضمن أُطر الصداقة والعلاقات العامة والمنفعة الشخصية دون الأخذ بالإعتبار الوعي السياسي.

واننا نؤكد ان الاولويات لدى الشارع الاردني هي قضايا الفساد, وتحسين مستوى المعيشة اولًا, لنعيد البوصلة كما كانت الى وضعها الطبيعي ثم نحدد الاتجاهات المناسبة, وحسب الاولوية الوطنية.

هناك فئة تحاول  الاساءة للاردن ولا تريد الاصلاح ,وتجد الان فرصتها لتحطيم الوطن وخلق الفتن الداخلية الاقليمية منها, وربما الطائفية لخلط الاوراق متناسية ان الشعب الاردني يتميز بالوعي والادراك والنضج, و الذي لن يمسح لتلك الفئة الضالة ان تجد لها موضع قدم خاصة أنها أخطأت عندما توقعت ان هناك أرضية خصبة للانطلاق في زرع الفتن و خلق الفوضى لانها لم تدرك وعي وفهم الشباب الاردني وكافة ابناء الشعب من ان الاردن و ,منه خط احمر للجميع وهو لجميع ابناءه ولاءً وانتماءً فلا مجال لمسيء بيننا.

إن بعض الذين ركبوا هذه الموجه توقعوا ان الاردن بدا يضعف لذلك ارادوا الانقضاض عليه لتنفيذ اجندتهم,فمن غير المنطق ان يخرج علينا رئيس وزراء اسبق عمل قبل ذلك وزيرا للداخلية ومديرا للمخابرات العامة ليهاجم هذه المرحلة، وكأن الحريات في مرحلة تسلمه تلك المواقع القيادية المذكورة كانت افضل والاصلاحات كانت اشجع واقوى وبالتاكيد اننا في هذه الايام نعيش اصلاحات ملموسة يعيشها المواطن الاردني بكرامة وكبرياء وانتماء, و نتمنى للمعنيين ان يعملوا مقارنة بين تلك الفترة التي تولى دولته تلك المواقع وبين الفترة الحالية لنرى وضع الحريات و الاصلاحات و احترام انسانية الانسان.

كلنا مع الاصلاح وضد الفساد والخصصة وبيع اراضي الدولة وهدم التاريخ تماما كما حدث في هدم مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في منطقة العبدلي الذي هو جزء غالي من تاريخ الاردن ويجب محاسبة من قام في مثل هذا العمل المشين وغيره من الاعمال التي مست تاريخنا وسيادتنا.

 لكننا في المقابل لسنا مع فئة تريد الفوضى والتجريح والشتم والمزايدة على الوطن وابناءه

 لنخرج جميعاً من هذه الحالة رحمةً بالوطن وابناءه واطفاله, ولنعمل لمصلحة الاردن لا لمصالح ضيقة وأنانية او لأجندات خارجية للأن هذا الوطن وطن الجميع