إضاءة على رواية "البيضة السوداء"

اخبار البلد

بقلم : صابرين فرعون

 يرسم الفنان والكاتب محمد جودة الصورة من خلال مزيج الحركة واللون ناقلاً الطاقة الايجابية في لوحاته السردية لوجع الوطن الحبيب ..

استحكمت وسيطرت فكرة الألم الوطني على التكثيف التعبيري المشهدي بحيث صنعت لكينونتها "مميزات جمالية وفنية مخيفة" لأنها تتطرق للعمق الأيدلوجي بأبعاده المختلفة لشرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني الذي يخضع له الواقع المعاش .. 

أخذ نفساً عميقاً في سرد التفاصيل بإسهاب ومن هنا استمدت الرواية طولها , بحيث كان تدفقه الشعوري أثناء الكتابة منظماً بشكلٍ عفوي , سلس ومفهوم ويحاكي طبقات المجتمع كلها وينبش بذاكرته وذاكرة المكان المحوري للرواية مدينة "نابلس" الفلسطينية والزمان على مدار عقدين لأجيال أصيلة هي شخوص العمل التي كانت امتداد لشخوص واقعيين مصوراً بساطة العيش وأن الرواي هو شخص ذاتي يسيطر على الشخصية المحورية ويشعر ويدرك ويلم بكل جوانب الشخصيات الأخرى محدثاً تكافؤاً سردياً ...

وظف فنه ليشكل التصوير التراثي الذي يحمل في طياته مفارقة وتهجين ورمزية ولغة تتفاوت ما بين العامية والفصحى تحمل دلالات واقعية , فهو يخلق لغةً داخل الخطاب الأدبي تقوم على دمج عنصر التشويق والتواصل بين الكاتب والقارئ من خلال الانفعال والتفاعل ..

لا يقولب لغته وإنما يترك لها الحرية لتقود الكلمات وتخط كل ما انطبع في عمق الذاكرة عن الحياة داخل فلسطين , "عيش حالة النفي والمنفى في داخل الوطن"  التي من خلالها يتطرق لإرهاصات التحدي والمواجهة وعدم الرضوخ لمسلمات تُقيد هوية الذات وتجاوز الصراع إلى الفعل الثوري من خلال الوعي لحقيقة الوضع , ومنها يتطرق للعناصر التي تؤدي لاغتراب الإنسان عن منظومته الاجتماعية والفكرية ...

محمد جودة فنان تشكيلي وروائي وأسير فلسطيني من مدينة نابلس يعيش في السويد,خريج تحاليل طبية في عمّان , عضو رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين , صدر له : رواية "البيضة السوداء" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع...