مواطن يتسائل : هل الاعلام سيفا لنا ؟ام علينا ؟!!!!!



عندما نتحدث عن الاعلام والصحافة سواءا كانت الرسمية منها او الخاصة لابد لنا كمتابعين ان نستذكر طبيعة الدور الريادي الذي قامت عليه المرتكزات الاساسية لاي منظومة اعلامية , فصناعة الخبر اصبحت هذه الايام هي من الفنون التي تتسابق عليها المؤسسات الاعلامية والصحفية وتجسيرها باتجاه جديد قل ما تكون الشفافية والحيادية هي الطابع العام للخبر او السبق الصحفي , فالصورة الاعلامية الواضحة تعتير موجه هام للمعرفة بينما الصور القاتمة لاتخدم الا جوانب معينة من مكونات المجتمع , وبالحديث عن معاناة المواطن وما يعانية نتيجة لمختلف الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لابد لنا من كشف الاخطاء الاعلامية سواءا كانت مقصودة ام غير ذلك , فلنأخذ بعض ألنماذج الاعلامية والصحفية والتي يتردد ذكرها ان لم يكن يوميا فانه يختفي كل مرة ليعود بطريقة اخرى , فقبل اسابيع تحدثت الصحافة واعادت ذكرها بعض المؤسسات الاعلامية الاخرى على ان المواطن الاردني تحدث العام الماضي بما يزيد عن مليار دينا كتكلفة مكالمات ! فهل تلك الرسالة الاعلامية من خلال نشر هذا الخبر يصب باتجاه ما يطلبه المواطن من اصلاحات اقتصادية ؟ام يبقي الباب مفتوحا على مصراعيه امام الحكومات بالتردد بالبدء بالتغيير الذي طالب الجميع به من سياسات اقتصادية ؟!!! وفي جانب اخر نقرا هذا الخبر " الشعب الاردني يصرف اكثر من مليار ونصف دينار على السياحة الخارجية خلال عام واحد" والسؤال المطروح لتلك المؤسسات الناقلة للخبر : هل توخيتم الدقة بمعرفة نوعية المواطن الذي انفق تلك المبالغ على زياراته او سياحته الخارجية ؟! الا تعلمون ان 85% من شعبنا يعاني الامرين بصعوبة التأقلم مع الظروف الاقتصادية السيئة وان تلك النسبة لم تتعدى سياحتها قراها ومدنها التي تعيش فيها ؟!!! فان كانت تلك المؤسسات تعتبر ان الوافدين والمقيمين والمتنفذين واصحاب رؤوس الاموال هم الشعب الاردني فهذا اكبر خطأ تقترفه تلك المؤسسات بحق المواطن الذي عانى ومازال يعاني صعوبة العيش تحت وطاة الظروف القاسية , ولتعلم تلك المؤسسات ان تناقل مثل تلك الاخبار يعطي ايضا الذريعة للحكومات بالاستمرار بنهجها الذي يهمش حقوق المواطن وكذلك يعطيها الضوء الاخضر بمتابعة زيادة الضرائب والرسوم والتي لن يتحملها الا المواطن المغلوب على امره او ان تقاعس الحكومات يزداد بسماع او قرائة تلك الاخبار , وهناك نمط غريب غالبا ماتتداوله وسائل الاعلام على اختلاف انواعها وهو اعادة تلميع بعض الشخصيات التي عانى من سياساتها المواطن خلال توليهم المناصب الهامة , فما رفضه الشارع الاردني قبل اعوام عمدت بعض المؤسسات الاعلامية باعادته الينا بصورة جديده وحلة مغايرة لما كان عليها من قبل وكأن الولاية على الشعب اصبحت من المسلمات الا ان طريقة التنفيذ هي التي تختلف, فالاعلام ان يستذكر دوره الذي وجد لاجله وان يكون شفافا ولا يحمل لونا مميزا ويكون محايدا ولايميل كما نراه اليوم كالسنابل عند مهب الرياح , فالاعلام الذي يتوسم به المواطن خيرا يجب ان يكون سيفا له وليس عليه ......
nshnaikat@yahoo.com