مكتب تعهدات حزبية..... هذا ما عندنا !
الدكتور محمد أبو بكر
قبل ما يقارب العامين جائني أحد الأشخاص وخاطبني بالقول ... ( ودّي) أعمل حزب , أي أنه يريد أن أقوم بتأسيس حزب له , وكأنني أملك مكتبا للتعهدات الحزبية !
أصرّ الرجل الذي كان يرتدي اللباس العربي على ذلك , وقلت له .. هل تريده حزبا معارضا أم مواليا أو نص نص ؟ فأجاب أنه يرغب بإنشاء حزب موال !
وأضفت ... هل لديك أفكارا معينة يتم تضمينها في النظام الداخلي ؟ فقال .. أنا لا أعرف شيئا , وعليك أن تقوم بكل شيء , المهم أنني أريد ان أصبح أمينا عاما لحزب !
طلبت منه ان يعود إليّ بعد يومين لأقوم بإطلاعه على ما كتبت من أفكار وأهداف , والهيكل التنظيمي , وكل لوازم الحزب المطلوبة من الجهة المختصّة في وزارة الداخلية .
عاد الرجل , وشعر بسعادة بالغة , وانطلق الى الوزارة , وخلال أيام تمت الموافقة على التأسيس الأولي , ثم بدأ الرجل يجوب البلاد بحثا عن الأعضاء المؤسسين الخمسمائة , وبالفعل استطاع لملمة هذا العدد من الأقارب والأصدقاء , وأنا أقسم أن غالبيتهم لا يعرفون أنهم أعضاء مؤسسين في حزب سياسي !
بعد أن حصل على الترخيص الرسمي , جاء سعادة الأمين العام وطلب هذه المرة ان أقوم بتشكيل القيادة له , وطرح مجموعة من الأسماء , وقمت بتفصيل المواقع القيادية على المقاس , ولاحظت مدى سرور الرجل بذلك.
تم إحراج الرجل بعد ذلك من قبل بعض المؤسسين المهمين , فاقترحت ان نقوم بتفصيل مواقع أخرى , كمستشارين مثلا , وهذا ما تم فعلا !
أقام حفلا كبيرا , لعلعت فيه المناسف بصورة غير معقولة , والصحافة قامت بتغطية هذا الحدث الوطني البارز , وبالطبع ألقى كلمة لم يكتبها هو بالطبع , وصار الأخ أمينا عاما لحزب أردني مرخصا رسميا .
لن أضيف اكثر من ذلك , لندرك كيف تتشكل بعض الأحزاب في الأردن , وهناك ما هو أفظع من ذلك ويجعلك تشدّ شعرك حتى لو كنت أصلعا !
على فكرة , المذكور أعلاه لم يعد يرّد على تلفوناتي لانه أصبح ذو خبرة واسعة في العمل الحزبي , ولم يعد بحاجة لي !!!!