العين بالسن

ينبعث الحزن بدعوة كما قف نبكي من ذكرى حبيب، وما عادت المنازل مهمة وقد خلت من وردها، وهي ليست أطلالا ويلفها الحنين لماض يستقر حاضرا وكأن الدنيا تصر أن تنال من كل الحب وتفشل كلما حاولت. وكيف يمكن أن ينسى الأسى او يموت الحب، ولم الدمع ينحبس ليولد غصات بلا نهاية، وكيف أمكن أن يتحول الأمل الى يأس، وهل القهر يسمو ليغيب راحة النفس مبقيا القلق وكل الهم. وما عادت الاحلام نفسها ولا الحياة، والعمر أيام تمر وهي بطعم الحنظل وكل الماء فيها مالح والقمح مر ايضا.
يموت الموت نفسه والغضب لا ينتهي والنفس بالنفس بلا سبب، ولاحتفالات معلنة لموت الحوثيين على يد يمنيين وكلما قتل سوريا أحد من قوات النظام، ثم ان حفتر يريد تحرير طرابلس من ليبيين، والسيسي يصر ان جماعة رابعة ليسوا مصريين، وبغداد ترفض استقبال عراقيين لمجرد انهم سنة، ترى أي أمة هذه التي تقتل نفسها بنفسها، وكيف استوى ان يكون العدو أخا بالضرورة!.
المصيبة ان تحالفا دوليا بقيادة أمريكا تم تشكيله قبل عام للقضاء على داعش ما زال يخفق رغم آلاف الغارات الجوية، والكارثة تركه يتمدد في الانبار منتصرا، ثم في سورية وقد ضم أمس مدينة جسر الشغور، وأبعد من ذلك وجوده في ليبيا ليعلن إعدامه اثيوبيين بعد الاقباط وكأنه مخصص هناك لرسالة فحواها النيل من المسيحيين، ولا أحد يريد ان يصدق ان اللعبة كلها كذبة تديرها دوائر يهودية من واشنطن، وان هناك من يدفع التكاليف لإسقاط طهران طالما انها تقول انها تسعى للقضاء على «إسرائيل»، في حين يصر عباس على العلاقات الاستراتيجية مع الخليج ولا يدرك ان اسم عرفات لم يسعفه بالضفة جراء ذلك، وان الحل سيكون بإتاحة داعش في حضنه باعتباره فاشلا، وطالما هي كما يقولون صناعة إسرائيلية يمكن استخدامها ضد حماس.
الوضع المبني للمجهول يتسيد رغم ان الفاعل ليس ضميرا مستترا، والمفعول به يشتهي ألم جمع التكسير بلا جر، والمرفوع هو المنصوب عليه نفسه ولا يدرك الحال ليكون نعتا بصفة فعل ماض كامل، والامر كله نفط مقابل سلاح وليته بقي مقابل غذاء فقط.