داخلية وإخوان

ليس مفيدا لأحد الذهاب نحو البوابات المغلقة وإنما تركها مفتوحة ليمر منها الجميع بقبول وتفهم ومراعاة، وهو الأمر الذي يخدم الاستقرار والأمان، والحال يمكّن اكثر من اعتماد لغة الحوار وليس هناك جهة لا تحتاجها، وهي بكل الاحوال الاكثر ملاءمة لواقع الامور، والتي تعفي من التصلب وتلغي المناطحة، وبالمجمل لن يكون هناك منتصر من افتعال مناحرة بسبب احتفالية ان منعت عنوة او اقيمت غصبا، والاحسن من النتائج السيئة تأمين الهدوء والحماية من المظلة الرسمية ومنع الخروج عن المألوف من المنظمين، والقصة لا تحتاج الى ركوب الرأس ولا أي غرور.
في مشهد الاستعداد لاحتفالية الإخوان المسلمين بالذكرى السبعين تسخين لم يعد خافيا، وهو بدأ بعد بيان الداخلية حول الترخيص وزاد حدة من الاشارة لاحتفالات مرتبطة بجهات خارجية، وفيه ايضا بيانات وتصريحات الإخوان لجهة الالتزام بالقوانين التي لم تبرد من الحرارة المتصاعدة، وبقاء الامر هكذا ينذر بعواقب ما، واي يكن مقدارها ان وقعت فإنها قد تكون الشرارة للاتجاه نحو حريق الخلافات والانحرافات من مواقع لأخرى، وهي لن تكون أفضل لاي جهة طالما أنها تؤسس لعدائية وردود فعل قد لا تكون محسوبة جيدا او أساسا.
الاسهل والاكثر حكمة ان يتقدم الإخوان بطلب الترخيص وإعلان ذلك، وان ترد الداخلية بالموافقة وإعلانها ايضا، وهذا الحال يؤمن ما يلزم لبقاء الهدوء وفرص الحوار، كما انه يلغي بعض التمترس ويزيد من فرص التفاهم وبقاء الامور في اطارها المقبول إلى أن يحل الافضل منه، والاكيد ان الجميع على دراية بالمتربصين لاطلاق الفتنة، ولا ينبغي للداخلية او الإخوان توفير الفرصة لهم.
وان الامور استقرت في لحظة على قرار للداخلية بالمنع والإخوان بالسير قدما نحو المهرجان لما يقود نحو درك وقنابل مسيلة للدموع وتفريق للناس والاعتقال، وكل ما يلزم لاثبات وجاهة او قدرة الرسمي فإن أقل النتائج هي حالة البلبلة وانتظار ردود الفعل والمواقف غير المحسوبة، وهي كلها مما يسهم في إعطاء الفرص للفوضى التي لا يتمناها عاقل ومخلص، والاجدر أمام أمر محتمل ان تتخلى الجماعة عن المهرجان والبحث في وسائل اخرى للاحتفال، أو أن تترك الداخلية الأمر يمر عاديا كما في مهرجانات سابقة، غير ان على الحكومة ان تتذكر دائما انها الجهة الاكبر الذي عليها ان تمثل دور الاب المحترم للجميع والإخوان ليسوا الابن العاق أبدا.