التربوي باسل سنقرط في ذمة الله والدكتور حابس المشاقبة يرثيه.
اخبار البلد-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين ...وبعد..
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
صديقي باسل سنقرط...
لقد رحلت عن هذه الدنيا يا صديقي ...لقد غبت عنها يا باسل... صديقي انت لم تكن مجرد صديق وصاحب خير....انت كنت مُرشدا وموجها ... انت لم تكن مجرد تربويا عاديا ... انت كنت مربيا استثنائيا....ولطالما قضيت معك الساعات التي غيرت ايامي وعززت مبادئي ووجهت كبواتي وانارت حياتي ... لقد تعلمت من امثالكم الثبات على الموقف والصبر في الملمات ...لقد تعلمت منكم اننا بمبادئنا الواضحة وبموضوعيتنا الصادقة قد لا ننتصر في جولات ولكننا ابدا لا نقر بالهزيمة امام الخطأ والزيف والنفاق.
اخي باسل...لقد مت يا رفيق الدرب... لقد فتك بك المرض ولكن لم ينل منك الشيطان، لقد صبرت واثبت انك مرابط على الحق ، لقد اكدت انك لست مُنظرا في رحلة الصراع الاخيرة، لقد كنت بعد كل زيارة لكم اتعلم منكم جودة الايمان ...كنت عندما تتحدث عن نهش السرطان لجسمك ... لامعائك ... لقلبك ... ليديك ...لرجليك... لرقبتك ... كنت كانك تتحدث عن شخص آخر....لله درك... كنت اخرج من عندك مُحملا بطاقة ايجابية وقودها الايمان بالله عنوانها الصبر والثقة والامل...كنت متيقنا انك ستموت خلال ايام ولكنك كنت تتطلع للمستقبل كمن سيعيش لسنوات....
صديقي الغالي باسل... عزيز النفس شهما عرفته....لن اوفيك حقك مهما بكيت وكتبت ومهما فعلت ...ولكني اشتاق يا اخي لاضمك الى صدري ولكن هيهات في هذه الدنيا... ولكن قلبي المشتاق يعتريه الراحة لانك تخلصت من مرض لا يرحم وذهبت بعملك الرائع الى رب لا يظلم ومن اسمائه الرحمن الرحيم.
صديقي باسل...بالأمس كنت تكلم من تشاء وتصاحب من تشاء وتخطط كما تشاء وتشرب وتاكل ما تشاء، والـــــــــيوم ...لا انيس ولا صاحب ولا تخطيط ولا كلام ولا صديق ولا غذاء ولا كهرباء ولا ماء ولا اي شيء سوى القبر المظلم الموحش.
عزيزي باسل... لماذا رحلت وتركتني وحيدا اعيش بذكرياتنا في رحلة التوعية والامانة التي خضناها بشرف معاً، لقد كنت اخي صادقاً اميناً ...لقد حافظت على عهدك مع المعلمين ... لقد دافعت بمصداقية، ووضحت بادلة ، نافحت بادب، واحرجت مهاجميك بصبرك وحلمك، واقنعت اصحاب المنطق بحجتك بيقينك، لقد اثبت بعد زمن قليل انك كنت الاوفى والاجدر وان متهميك ما هم الا استعراضيون استغلاليون لم يحققوا مما كنت تطمح شيئاً، تركتهم على ارض الخطيئة يمرحون يقولون ما لا يفعلون .
صديقي الغالي .... ليس هناك أشد إيلاماً ووطأة على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك، خاصة إذا كنت قد عاشرت هذا الصديق ، وبقي وفياً صادقاً لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته.
باسل... أيها الصديق العزيز، نم قرير العين هانئاً، لقد عانيت كثيراً من شرور ومكائد هذه الدنيا الفانية، ومساوئ هذا الزمن الرديء، وقسوة الحياة البائسة بدونك، لقد فاجأتنا وصدمتنا برحيلك بلا وداع، ومع ذلك ستبقى حياً في قلوبنا موجوداً في ذاكرتنا عظيماً في نفوسنا ،فنحن أحبائك ما دمنا أحياء.
اخيرا اسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لفقيدي الغالي ويحسبه شهيدا بأذنه يا رب العالمين، اللهم احسبه شهيد يا الله اللهم احسبه شهيدا يا رب العالمين، وأسأل الله ان يجازيه بالاحسان احسانا وبالسوء عفوا يا كريم، اللهم ارحمه فأنك بنا راحم ولا تعذبه فأنك بنا قادر، اللهم زد من حسناته وتجاوز عن سيئاته واعفوا عنه انك انت العغو الكريم يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعل في قبره الضياء والنور والفسحة والسرور والكرامة والحبور والمسك والكافور والحور ، وانقله اللهم من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلح منضود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، يا رب العباد لا اسالك رجوعه وانما اسالك ان ترحمه وترحمنا اذا صرنا الى صار اليه، و يا ربى وسع له قبره.
أخي باسل...عظم الله لكم الأجر وَ أحسن اللهٌ لكم العزاء والفاتحة لروحه وارواح المؤمنين والمؤمنات و إنا لله و إنا إليه راجعون.
صديقكم المخلص دوماً: د.حابس المشاقبة
عبارات مجروحة وتعابير متألمة جراء فاضجعتي بوفاة المربي القدوة والتربوي الفاضل والصديق الوفي الاستاذ الكبير باسل سنقرط الذي رحل و احتضنه تراب القبر بتاريح 24/4/2015م.