"أنتصار سورية هو بداية الطريق لأسترداد كرامة الامة ؟؟"



لقد كانت مجموعة الحروب الصهيو -امريكية التي تستهدف منطقتنا العربية والأقليم ككل منذ عام 1916وما قبل ومابعد بعدة وجوه وتحت عدة شعارات تتستر بها ،هدفها الأول والأخير من وراء شن هذه الحروب والغزوات ألاستعمارية بشكل ممنهج ومنظم هو هدف تدمير أوطاننا خدمة للمشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني ، واخر هذه الحروب الأستعمارية التي تستهدف المنطقة اليوم هي الحرب الاخيرة المفروضة على الدولة السورية ،فقد أنتهجت الصهيونية العالمية ومن خلفها امريكا وأدوات امريكا بالمنطقة العربية والاقليم نهجآ واضحآ يستهدف تدمير سورية ،واليوم يشارك امريكا والصهيونية بتدمير سورية بعض ألانظمة الرسمية العربية وألانظمة المتأسلمة بمنطقتنا، فهؤلاء بفصول عمالتهم وافعالهم الشاذة الواضحة للعيان مهما حاولوا لن يستطيعوا اخفاء حقيقة عمالتهم للمشروع الصهيو -أمريكي، الذي يستهدف منطقتنا وشعوبها وثرواتها وحضارتها وعقيدتنا ألاسلامية بشكل خاص والمسيحية الشرقية بشكل عام.


ولهذا فأن الحديث القديم الجديد عن عمالة هذه الشرذمة للمشروع الصهيو -امريكي في المنطقة هو قديم من قدم اغتصابهم لعروشآ اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها ، والكل يعلم كيف وصل الكثير من هؤلاء لكراسيهم ، و على حساب مقايضات قذره عكست بجملة ما تعكس حالة الارتهان للمشروع الصهيو -امريكي الذي تعيشة الامة اليوم بمنطقتنا ، وفي اخر فصول عمالة هذه الانظمة هي مشاركتهم الواضحة بمسار التدمير الممنهج للدولة السورية بكل اركانها ، والكل يعلم ان كثير من الانظمة العربية والمتأسلمة بالاقليم لها دور كبير بهذا التدمير الممنهج للدولة السورية ، ولايخفى على احد بهذه المرحلة مدى التلاقي بين مشاريع الانظمة الرجعية والمتأسلمة العربية والاقليمية مع المشروع الصهيو –الامريكي على الارض السورية فجميع هذه المشاريع التقت على هدف واحد وهو اسقاط الدولة السورية بكل اركانها ، كتمهيد لاسقاط المنطقة ككل بحالة الفوضى، لخدمة المشاريع والاهداف المستقبلية للكيان الصهيوني بمنطقتنا ، ومن ناحية أخرى ستستفيد هذه الانظمة الرجعية والمتأسلمة من حالة الفوضى ككل بتثبيت أعمدة أركان حكمها بعد أن شارفت على ألانهيار .


ومن هنا يظهر وأضحآ مدى توحد وتلاقي المشروع الصهيو -امريكي، ومشروع الانظمة الرجعية والمتأسلمة فوق الجغرافيا السورية ، فالصهاينة كان لهم دور بارز بهذه الحرب المفروضة على الدول السورية ، فهم بهذه الحرب أستطاعوا أن يحققو ماعجزو عن تحقيقه منذ عقود وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بالدولة السورية، بعد أن أنجزوا مخططهم بضرب وحدة واستقرار وقوة العراق ، وكل ذلك موجود برؤيتهم الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982، والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى ، فتدمير سورية ونشر الفوضى بها هوجزء من مشروع كبير يستهدف تسهيل قيام دولة أسرائيل الكبرى على انقاض الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج بهذه المرحلة وسورية جزء من هذه الدول .


أما تركيا السلطان أردوغان بدورها فقد أختارت سورية لتكون هي ألنواة لانطلاق مشروعها الهادف "لأعادة احياء مشروع السلاطين والباب العالي العثماني "وأما امريكا وأذنابها بغرب اوروبا فحربها على سورية هي مقدمة لضرب واسقاط مجموعة اهداف فحربها بالمنطقة وبنصف العالم الاخر الذي منطقتنا جزء منه هي حرب طويلة ولا تتوقف عند حدود سورية، بل ستشمل قوى المقاومة الاخرى بالمنطقة وروسيا كهدف مقبل وايران وكوريا الشمالية والصين التي بدأت رياح الفوضى الخلاقة الامريكية تحرك بعض من فيها مؤخرآ، وستمتد لاركاع قوى اقتصادية وهي الهند وجنوب افريقيا والبرازيل، وبنك الاهداف الامريكي مليئ بالاهداف الاخرى بهذا العالم ولكن الرؤية الامريكية تعتمد على اسقاط هدف تلو ألأخر بالاعتماد نوعآ ما على نظرية احجار الدومينو .


أما بالنسبة لبعض الأعراب المشاركين بمسار التدمير الممنهج للدولة السورية ،فهدفهم الوحيد من كل هذا ،هو تقديم صكوك الطاعة والولاء لسيدهم الامريكي المتصهين ،ليمنحهم بدوره مزيدآ من الوقت للبقاء على عروش اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها ،وهذا ليس غريبآ عن هؤلاء فهولاء هذا دورهم الوظيفي المعطى لهم منذ ان جلسوا على عروشهم .

ختامآ ،من الواضح اليوم أن صمود سورية بشعبها وجيشها وقيادتها السياسية ،أمام فصول ومراحل وموجات وتبدل خطط هذه الحرب الشعواء ،قد أسقط الكثير من خطط هذه المشاريع الاستعمارية،وجعل القائمين على رسم وتنفيذ هذه المشاريع يعيدون حساباتهم لطبيعة المعركة الذي يديرونها اليوم بسورية كمقدمة للعدوان على الأمة كل الأمة،والواضح ان القادم من الأيام سيشهد الكثير من المتغيرات بطبيعة هذه الحرب،وهذا ما يؤكد حقيقة ان انتصار سورية يعني البداية لرسم معالم النصر العربي على كل هذه المشاريع التي تستهدف أمتنا ومنطقتنا العربية.......




*كاتب وناشط سياسي -الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com