هل الانتظار ينجب لقاء؟

جاء صوته من اعماق التعب هديرا برغم حزن الانتظار ..جاء محاربا يظلله مطر افكاره المبلل ... فما زاد القلب الا ألما يُهدى لكل المواسم.

بعض الاحزان لا تكتب إنما ما احلى الكلام الذي لا يقال حين تعجز اللغة و فجأة يرتبك القلب!
يأتي برغم صوت التوتر الذي يتعالى ليبقى حضوره كاف وحده ان يرمم شرخ الصور .. فتغرد موانىء الشجن على بابها ..فكل الاصوات تتجمد الا صوته.
كلما حاولت ان تبعثر اسطر الفكر عاد الصمت العاصف يلملمها في خوف و ضياع..
و كلما تنقر باب تأملاتها تفاصيل عاشتها معه..يعاود الاحساس الثمين بالتفرد يغتالها.
قالت له :»رائع ان يكون لنا توام للروح.. شبيه القلب ..يأتي كالحلم الذي لا ينتهي!»
وددت امس ان أقتلع الوقت و المسافات و المشاغل و ركض الحياة التي لا يتوقف..وددت ان ألملم لك باقات فرح ابيض يضمك الى قلبي ليحصد الاحرف من فوق صدرك المعشب بالشوق... ليسعفني القلم حينا و احيانا يخذلني فما اصعب ان تحيا و انت ميت ....
من كل الابواب يحاصرني تعبي فلا أذكر الا انت و نفسي تختبىء تحت غطائك ..يدثرني دفء نقائك و يحمي روحي من كل إنزلاق نحو الانكسار، ثم حين تغيب تغيب معك الروح و افقد شيء من كل شيء و استحضرك في هدوء و انانية لا تخلو من خوف. غزير الحزن ..لا تجعل نوارس المدينة البيضاء تجثم فوق موانىء الضجر فكل قلم ياخذني اليك هو تورط الاحبار فيك و ان رحلت عنك قصيدة جئتك ديوان.
ارتبك ان مررت بي و تتلعثم خطوات الحديث في حضور مجنون و يضيء حبك المدى حنينا،
سيبقى ينمو اسمك فوق صوتي بلا توقف،يتغلل في مسام اللحظات و يبعثر في ارجائي القلق، هل فعلا الانتظار ينجب لقاء ؟
على يقين انا و رغم صخب التمرد انك تفردي الساكن في كل خفقة تهمس بأن غدا احلى ..
لاننا حين نسكن الى من نحب يسكن كل شيء فينا.و ها انا الليلة ككل ليلة على قيد انتظار أدون اسمك على جدران مداخلي و علامات من عينيك ضمت الليال الطوال.
أترك مقعدي و أتجول أبحث عن خيال الامس فأتلمس ضحكات غادرت الصور،فأقترب اكثر منك و أخطف من الرضا شيء كان فتهدأ ثورة الشوق!
تذهب و يبقى عطرك و حنانك و ذكرى غافيه على مقعد اضمها الى حافة القلب الموجوع ليظل جرحي يطل من نافذة خيلك عام بعد عام و أظل اشهد بفرح عرفته معك.