الخليفة الثاني يحاسب و ساسة العراق لا يعتبرون !!!
حينما تضع الأمة الثقة في بعض أبناءها لتصنع منهم قادةً تباهي بهم الأمم الأخرى و تعقد عليهم الآمال الكفيلة في بلوغها درجات الرقي و الكمال و الأخذ بيدها إلى بر الأمن و الأمان كونها قد سلمتهم زمام أمورها و شؤونها الحياتية في قيادتهم لكافة المحاور الإدارية و مجريات حياة الأمة و أفرادها التابعين بالإضافة إلى نظرة الأفراد إلى هؤلاء القادة على أنهم سفن النجاة لهم و بوادر الخير و الحياة الحرة الكريمة التي سوف يتنعمون بها في ظل الإدارة الحكيمة لهؤلاء القادة بالإضافة إلى إنهاء كل المعاناة التي ستمر بهم خلال حياتهم كون القيادة بشقيها السياسية أو الدينية في أعلى درجات الإخلاص و التفاني في تحقيق الأمنيات و الأحلام التي تسعى كل الطبقات الاجتماعية إلى العيش في غمراتها و المعول عليهم تحقيقها و توفير كافة مستلزمات العيش الرغيد لتلك الطبقات هذا من جانب ، ومن جانب آخر يفترض أن يكونوا القادة على درجة عالية ايضاً من الحكمة و الاختيار الصحيح لمَن سيقوم نيابة عنهم متابعة في إدارة شؤون الرعية وخاصة الأماكن البعيدة عن مركز إقامة القادة وما يسمونهم العمال أو الحكام لان هؤلاء العمال كل عمل يصدر منهم سوف يحسب على القادة إذ لا مجال للخطأ في إلادارة أو التعامل مع الرعية في تلك المناطق النائية لان هذا الخطأ مردود على القائد الأصل فعليه متابعة نوابه و عماله على البلدان البعيدة عن موطن اقامته فيتخذ الموقف المناسب في رفع الضيم عن المظلومين و اخذ الحق من الظالمين لكن هل احتذى قادة العراق المنتخبين من قبل الأمة سواء السياسيين والدينيين بالمواقف الخالدة للخليفة الثاني ( رضي الله عنه) في استخدام الجدية و الإخلاص و المسائلة و العدالة و المتابعة في حفظ المال العام للمسلمين أيام خلافته وخير مثال ما فعله مع أبي هريرة عامله على إمارة البحرين عندما علم انه جنى الكثير من الأموال مستغلاً بذلك منصبه السياسي الجديد في البحرين ؟؟؟ فالجواب كلا لان الواقع العراقي المرير اكبر شاهد على فساد و إفساد هؤلاء الساسة و الرموز الدينية غير العراقية الأصل وجعلهم العراق بلد الدمار و الهلاك بفعل طائفيتهم و بفعل أدواتهم حكام الجور و الطغيان و السارقين لميزانيات العراق الانفجارية وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (36) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي التي القاها بتاريخ 17/4/2015 بقوله : ((نرجع مرة أخرى إلى مواقف مفصلية خالدة اتخذها الخليفة عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه ) حيث الصراحة والجدية وعدم المحاباة على حساب الأخلاق وحقوق الناس ومصالحها، مَنْ مِن الزعماء مَنْ من الرؤساء مَنْ من السياسيين مَنْ من البرلمانيين مَنْ من المحققين مَنْ من القضاة مَنْ من الضباط مَنْ من المسؤولين انتهج وينتهج موقف ومواقف الخليفة الثاني رضي الله عنه من حيث الصراحة والجدية وعدم المحاباة على حساب الدين والأخلاق وحقوق الناس من حاسب المقصر من حاسب السارق من حاسب المجرم من حاسب فاقد الأخلاق من حاسب مشتت الناس ومفرق الناس ومقسم الناس وقاتل الناس ومهدم بيوت الناس ومهجر الناس وحارق البيوت والممثل بالجثث وقاتل الأبرياء)). و أدناه رابط المحاضرة كاملة
https://www.youtube.com/watch?v=5RH6rBYlEHc