خديعة تحت مظلة الحرب على الإرهاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرضت الدول العربية وخاصة دول الخليج ومعها الأردن لخدعة أمريكية إسرائيلية تنطوي على جريمة نكراء تتمثل بتسهيل احتلال إيران وشيعتها للدول العربية وهيمنتها عليها بأساليب خشنة وناعمة.
المفاوضات طويلة الأمد التي جرت بين إيران والدول الغربية أسفرت عن اتفاق يقضي بأن تتخلى إيران عن النووي العسكري "لمصلحة إسرائيل" وتكتفي بالنووي السلمي مقابل رفع العقوبات الغربية عنها وإطلاق يدها في الوطن العربي.
هذا ما لمسناه في سكوت الغرب على حجم معين محدد لحزب الله في لبنان وظهر هذا جلياً بعدم رد حزب الله على مقتل مغنية الأب ومغنية الأبن حتى الآن.
ورأيناه أيضاً في سكوت الغرب على بشار وبحجم معين ومحدد أيضاً، والهدف من هذه الأحجام المحددة هو ضمان أمن الغزاة الصهاينة ورأيناه أيضاً في النجدة التي قدمتها أمريكا وأخواتها لإنقاذ نظام المالكي من هبّة أهل السنة في العراق بعد تعرضهم لوحشية المالكي التي سكتت عليها أمريكا وأخواتها ردحاً من الزمن.
ورأيناه أيضاً في سكوت أمريكا والغرب على اندفاعة الحوثي في اليمن.
ويدلك على ذلك أيضاً أن الطائرات الأمريكية التي تسرح وتمرح في سماء الوطن العربي والإسلامي لا تقصف إلا أهل السنة ولم نرها يوماً تقصف شيعياً واحدا أو عصابة شيعية.
الخديعة التي تعرض لها العرب تمثلت بالطلب منهم المشاركة في الحرب على الإرهاب وإشغالهم بها لإهدار أموال دول الخليج وإزهاق أرواح الأردنيين لو استطاعوا في هذه الحرب التي تصب في مصلحة إيران وعامليها على العراق وسوريا.
وبانشغال العرب في هذه الحرب تكون إيران قد تفرغت لطعنهم من الخلف من هناك من الجنوب من اليمن بواسطة الحوثي ثم تزحف إلى مكة والمدينة والبحرين وهكذا حتى تهيمن إيران وشيعتها على بلاد العرب بالتدريج كما حدث في البداية مع الحوثي في اليمن.
هذه الخديعة التي تعرض لها العرب السنة يبدو أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ومعهم دول الخليج قد تنبهوا لها في اللحظة المناسبة ويدلك على ذلك الخطوة المفاجئة والحكيمة "هبوب عاصقة الحزم نحو اليمن" وانسحابهم من الحرب على الإرهاب حيث باتوا يرون أن "داعش" ربما تكون الضارة النافعة التي تشغل إيران وأذنابها عن اجتياح أهل السنة والهيمنة عليهم.
غير أن الأردن هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تنطلي عليها هذه الخديعة وأظن أن الحكومة في الأردن لا تدرك مدى الخطورة المترتبة على شعور دول الخليج بأن هذه الحكومة تود إيران وشيعتها أكثر من مودتها لدول الخليج العربية وسنتها التي باتت تنظر بعين الدهشة والاستغراب لما ظهر على المسؤولين في الأردن من تعاطف مع إيران وشيعتها وإظهار المودة لها والرغبة في تحسين العلاقات معها ويفضلون ذلك على التعاون مع اشقائهم في الخليج العربي وقد يشير إلى هذا بوضوح مقالٌ كتبه الأمير حسن قبل أيام بعنوان "اليمن وآفاق الصراع" حيث قال "إن الحوثيين جزء من أسرتنا الهاشمية التي كانت تحكم الجزيرة العربية".
ترى هل يدرك المسؤولون في الأردن خطورة هذا الموقف الذي قد يعكّر صفو العلاقة مع أشقائنا العرب في الخليج ومع كل أهل السنة؟.
ضيف الله قبيلات