كتاب التدخل السريع والصالونات السياسية
وكما اعتدنا ... فما ان صدرت الارادة الملكية السامية بفض الدورة العادية لمجلس النواب حتى شرع كتاب التدخل السريع وبدأ مرتادوا ما يسمى بـ ( الصالونات السياسية ) بقراءة مستقبل الاردن كلٍ حسب هواه ومبتغاه .
والقاسم المشترك بينهم لا يتعدى مصالحهم الضيقة حيث تركيزهم ينصب على تقويض مؤسسات الدولة وصولا الى تقويض الحكومة على أمل توفير القناعات لدى المرجيعات العليا بضرورة تشكيل حكومة بديلة .
حملة الاقلام المأجورة بدأوا بالترويج لـ زيد وعبيد ووفلان وعلان بانهم قادمون للدوار الرابع وان الحكومة الحالية قد انتهى دورها ومفعولها فيما شرع مرتادوا الصالونات بالتكهن حيال من سيكون صاحب الحظوة لتشكيل الحكومة الجديدة ومن هم المرشحون ( من بينهم ) لتولي حقيبة وزارية .
وبعيدا عن حملة الاقلام الماجورة الذين هدفهم المال ( الُسحت ) فالمؤلم ان غالبية من يركبون موج وضع العصي بالدولايب يعون تماما انهم باتوا في واد .... بعد النهج الجديد الذي خطه جلالة الملك في أمر تشكيل الحكومات وصولا الى الحكومات البرلمانية والذي بدأه جلالته بالحكومة الحالية التي هي من نتاج مشاورات بين البرلمان والقصر ممثلا برئيس الديوان الملكي على أمل ان ننتهي من الحكومات قصيرة المدى التي حملتنا الويل والويلات .
الكمال لله وحده ...لكن بالنسبة لحكومة النسور بحسب المراقبين والذي لم يأتي من نادي رؤساء الوزارات ولم تسجل في عهد حكومته قضية فساد واحدة كما اعتدنا في عهد العديد من الحكومات السابقة انها استطاعت ان تلج بالاردن الى بر الآمان بصورة كبيرة رغم شدة القرارات التي اتخذتها الحكومة وبخاصة في الجانب الاقتصادي ويسجل لرئيسها انه استطاع بحنكته ان يوصد الأبواب امام مختلف اشكال التنفيع التي درجت عليها حكومات سابقة وهو السبب الرئيس في معاداته وسعي هؤلاء لاخراجه من الدوار الرابع .
النسور وفريقه الوزاري بشر لا ننزههم من الاخطاء وحصول التجاوزات فالعصمة لله وحده ولا يعني ان اداء بعض اعضاء الفريق قد خلا من تجاوزات واستغلال للسلطة وبخاصة في مجالات تعين المحاسيب والاقرباء والدخول في " البزنس " على حساب الصالح العام والحاق الأذي بالغير وهو أمر يتطلب سرعة المعالجة للمحافظة على حيوية الفريق حتى وان اقتضى الأمر ان يطلب الرئيس ممن وضعوا انفسهم في مواقع الشبهات تقديم استقالاتهم او ان ُيقدم على اجراء تعديل لاخراجهم من الحكومة .
نحمد الله صبحا ومساء على نعمة الأمن والاستقرار وسط لهيب الاقليم ومطلوب منا جميعنا كل من موقعه ان نضع مصالح الوطن عاليا فلا مناص لنا الا ان نعيش على ترابه وان نتفيىء ظلاله فارحمونا يرحمكم الله .