هيمنة السعودية على العالم العربي.. ما المانع؟

محمد علاونة
تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعد انطلاق «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن تدل على مدى الإرهاق الفكري الذي بلغته طهران، وبخاصة أنها لم تكن تتوقع كالعادة أن تفاجأ بقرار عربي صارم وبدون مقدمات.
آخر تلك التصريحات التي أطلقها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي شن فيها هجوما على السعودية قائلا إنها تريد الهيمنة على العالم العربي، وما الذي يمنع ذلك في ظل ظروف صعبة يعيشها الوطن العربي ككل من المحيط إلى الخليج.
اليوم يقتل الأطفال وتغتصب النساء ويهجر البشر هائمين على وجوههم بسبب التدخل الإيراني هناك واستخدام آلته «حزب الله» في المعارك، إذ يذكرنا القائد الثوري بأن السعودية عليها أن تعلن فقط أنها سلمت الفلسطينيين قذيفة صغيرة أو كبيرة، وعندها سيعلن «كيف عملت مئات آلاف الصواريخ التي سلمناها لحزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية»، وكأنه لا يقرأ التاريخ ولا يعرف لماذا حارب ذلك الحزب «إسرائيل» ومتى وكيف؟ ولماذا يعجز اللبنانيون عن اتخاذ قرارهم المستقل؟
نعم العالم العربي يحتاج للهيمنة شريطة أن تكون عربية لا إيرانية أو غربية، العالم العربي يحتاج لمن ينتشله من تبعات التدخلات الخارجية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، فكيف يمكن تفسير تصريحات ذلك القائد وهل يقصد أن الهيمنة يجب أن تكون إيرانية كما حدث في العراق ومنذ احتلالها وحتى قبل ذلك، ولمن لا يدري فإن بغداد تدار الآن من طهران وهي أمور أصبحت مكشوفة للعراقيين والعرب كافة.
نعم للهيمنة السعودية وهذا ليس خطابا عاطفيا، فمن قتلوا باسم الطائفية التي تروج لها إيران في تكريت وفي الأنبار وفي كل مكان في العراق على أساس ديني بالتأكيد سيرغبون بهيمنة من جلدتهم لتحميهم من شر هؤلاء ومن شر التنظيمات المتطرفة.
عودة إلى الخطاب الطائفي الذي تروج له إيران ويردده الغرب وتحديدا الإدارة الأمريكية أن الصراع ديني وهو ما افرز النزاعات وعمليات القتل والإعدام، والصحيح أن المسألة سياسية بامتياز وصراعات قوى أفرزت تلك المعطيات لكي تحافظ على كينونتها ولكي تطيل امد الصراع وهو ما تسعى إليه إيران في سوريا، وإلا فهي عليها ان تقبل على الأقل بالحل السلمي الذي سيكون من أهم شروطه تنازل النظام.
طهران تعرف أن أي حل سلمي في سوريا سيدفعها باتجاه التخلي عن سيطرتها وسحب كل ما لها في تلك البلاد التي بدأت تفقد الهوية الوطنية السورية، حتى أن الاتفاق النووي مع أمريكا والمجموعة لن تمر بنوده بسلام في حال واصلت إيران تأجيج الصراع في سوريا.
كل ذلك يختلف تماما عن موضوع محاربة الإرهاب التي استدارت له بعض الدول لدعم أنظمة مستبدة ولكي تبعد الأنظار عن ربيع عربي حقيقي حاصل وإن تعرض لانتكاسة ذلك لا يعني أنه انتهى، فالتأييد الشعبي الغالب لـ»عاصفة الحزم» خير دليل على ذلك وهنالك إيمان مطلق لدى شريحة كبرى من الناس أن السنوات الأربع التي مرت كانت بداية وهنالك دوما نهايات.