شيخي الفاضل زكي بني رشيد هل رأيت نتائج تصعيد المطالبات
هذا المقال سأخص به الشيخ زكي بني رشيد الذي أتمنى في هذه الأيام أن يستدرك خطا ، توقعاته السياسية، وان ليس كل ما يفكر به صحيحا، وأتمنى أن يراجع تنبؤاته التي لم تنجح، ويعيد في المستقل رؤيته المتصلبة ،وحماسه المتوقد، حينما يطلق تصريحاته، ويتذكر الشيخ الفاضل، الكثير من تصريحاته. التي أدخلت الجماعة والجبهة في أزمات متعددة منذ أربع سنوات.وهذا لا يعني أننا نوافقه بالإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد وقانون انتخاب عادل غير قابل للتدخل.
في يوم ما من عام 2007 وصف الكاتب الساخر كامل نصيرات الشيخ زكي بني رشيد بأنه السياسي الذي لا يضحك، وتساءل إن كان هذا العبوس سوف يزيد الجبهة تأزما ، ما يقال عن جديتها واجنتدتها، وعنصريتها، وامميتها .. والوجه العابس الذي لا يضحك يصلح في الدول الثورية ، ولكنه في حال دولة ملكية وعشائرية، كثيرا ما تمزج الضحكة والسولافة والرواية في السياسية تحتاج إلى الوجه الضحوك والعزف في الخطاب.
الشيخ زكي من أكثر شخصيات الإخوان إثارة للجدل في تاريخ الإخوان المسلمين، وأكثرهم كسرا ، للخطوط الحمراء، فهذا له نتائجه العكسي، والذي صحيح صنع منه شخصية مشهورة ومعروفة لدى معظم الشعب الأردني، ولكن ألم يان الأوان بان يخفف الشيخ زكي من هذه الحدة التي طالما أزعجت كبار الجماعة، بل واتهمته انه يتحدث بصفته الشخصية دون الرجوع لمجلس الشورى أو التنفيذي.
مع بداية الثورات الشعبية عاد الشيخ زكي للظهور في الشاشات، دون حسيب أو رقيب، في التلفزيون ، وخرج من مطالب بالإصلاح إلى مواجهة وتهديد وتوعيد، ماسحا حسنات النظام الذي إن لاحقه إعلاميا، أو أربكه سياسيا، لم يبطش به يوما، لو يشرده من وظنه، كما حدث للإخوان في سوريا ومصر وتونس وليبيا. لنسمع منه كل هذا الخطاب المحتقن، حينما بدا يخرج تصريحاته المتعجلة والتي فشل معظمها اليوم بل وشاهد هو نتاجها.
راهن الشيخ انه سيصعد المطالب، وأعلن مرارا ما يعرض اليوم قد لا يقبل غدا، وهذا التصعيد لم افهمه لليوم من الشيخ زكي الذي ظن انه ممثل للشعب الأردني حينما تحدث عن الملكية الدستورية، ثم صرح بالعصيان المدني وكادت تفعلها الجبهة، وطبعا وضحت الدلالة الرمزية، باستشهاده بالنموذج المصري، والتونسي، لكنه يبدوا انه لا يشاهد ما حدث في ليبيا والبحرين واليمن.
القياس يصلح في أحكام الدين، ولا ينجح في السياسية، فالشيخ زكي صرح لأكثر من مرة أن يركز على حساسية التركيبة المجتمعية في الأردن، فانه يريد من هذا فقط صناعة فزاعة ، ولا اعرف كيف تجاهل الشيخ هذه الخصوصية المعروفة، وان كل مستجد ينحى إلى مصطلحات الوطن البديل وحق العودة، والحقوق المنقوصة،وغيرها من مصطلحات ، وظن الشيخ ان الخمسة الآلاف كأقصى حد ما يسيرون معه في مسيرات عمان يمثلون كل الأردن بكل تكويناته.
ما حدث يوم الجمعة من إعلان عصيان مدني وطرح تصريحات خطيرة جدا، سميت باعتصام سلمية، وقابلها عنف وتعبئة وغضب واضح من الأجهزة الأمنية والآلاف القادمة لتحرير دوار الداخلية حسب اعتقادهم،وما قيل قبلها وبعدها من تأويلات وتصريحات عن أن ما حدث تنظيم من الإخوان وزعماءه بإيعاز من حركة حماس الفلسطينية تظهر للشيخ أن توقعاته الايجابية ليست بمحلها. وأدرك الشيخ أن كلمته حول تقليل صلاحية الملك التي قالها علانية على شاشة فضائية أردنية تثير الملايين وتعد سبب تفجير أحداث الجمعة وهي الجواب لمن سال التركيز على الولاء للملك قبل أي حديث.
ظهر أن أي عصيان مدني سوف يثير الآلاف من الشباب الذين يرفضون، صناعة نموذج لميدان التحرير ودوار اللؤلؤة في عمان، بل يؤولنها بأشكال أخرى يعرفها الجميع، الشعب يريد الإصلاح والتخلص من اللصوص الخائنين، ولكن بالحفاظ على هذه التركية المجتمعية، قلنا إن للأردن حالة خاصة، ورفض ذلك الشيخ زكي ومن حمل خطابه، وحتى بعد كل الذي حدث يوم الجمة خرجوا لنا بخطاب جديد أن الأجهزة الأمنية، هي من أرسلتهم، وأرسلت مسيرة السبت، وهي من حركت 20 إلف إلى حدائق الحسين، وسوف تحرك مسيرة الجمعة، وهي من تثير الحديث في معظم البيوت، وكاد الأمر أن يتطور في العمل، حينما أثير أن حركة الإخوان التي تلصق دوما إلى الوجود الفلسطيني في الأردن أرادت بناء عصيان، مدني، وقد سعيت لساعات وأيام شرح هذه النقطة في الفيس بوك مبينا أن شباب 24 آذار وكذلك حركة الإخوان من جميع مدن وقرى الأردن وكل من يراجع أسماء عشائر قيادي آذار أو الإخوان يستدرك هذا بسهولة.
طالما أن الإخوان يعيشون في عقلية القلعة ، ولا يستمعون لأحد غيرهم، فهم الخطباء دوما، وهم الأوائل في المسيرات، والمظاهرات، والمهرجانات والاجتماعات، لن يعرفوا مايدور حولهم، أتمنى لمرة واحدة أن يستمع الإخوان والشيخ زكي بني رشيد لغيرهم، أن يكفوا عن اتهام كل من هو ضدهم بأنه مخابرات، وعميل ، ومدفوع الثمن، أن يروا خصوصية الأردن والقرى والتركيبة الأساسية لهذه الدولة والتي تشير أننا دولة عشائرية .
ومع ذلك أقول أن الشيخ زكي بني رشيد سياسي صادق ، يتحدث بما في قلبه، ولا يعرف التقية السياسية، وبغض النظر اتفقنا عليه أم اختلفنا ، فهو مغضوب امنيا، ولكنه برأي الشخصي من أكثر السياسيين غيرة على الأردن، ويحب الأردن وفلسطين بشكل كبير جدا، ولكنه يفتقد لليونة السياسية، ومن السهل أن يعبا فكريا. من غيره، وإنا معجب بالكريزما التي يملكها، ولكن ينقصه التفكير بتصريحاته، سيما أننا نتمنى أن نرى الإخوان محاورين وشركاء مع الحكومة فنتاج القاعات أكثر أمنا من تثوير الشوارع ونتاج التهديد بتخفيف إصلاحيات والعصيان المدني شاهدناه يوم الجمعة.جمعنا الله دوما في مصلحة الوطن .
Omar_shaheen78@yahoo.com