محمود أبو شعيرة: دأبه أن يضيء المدى
اخبار البلد- خالد ابو الخير
تبدأ حكاية رجل الاعمال محمود عبد الرزاق ابو شعيرة من الماء والنار، فالرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه، لم تكن كل أيامه رخاء ويسراً، وعانى وناضل حتى استحق المكانة العالية التي حازها بالجهد والعمل والبذل.
يمكن القول أن ثمة سمتان رئيسيتان في شخصيتة رئيس مجلس ادارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار الخاصة ، التي تدير جامعة الزرقاء الخاصة ، الأولى: الوفا والانتماء لوطن يعده " تاج الاوطان"، والثانية الاصرار والعناد في الحق.
رأى محمود ابو شعيرة النور في عمان منتصف الخمسينيات، وبعدما تغرب وجال الدنيا، آب الى وطنه، بكثير من الشوق وعصف أحلام.
ثلاثزن عاما امضاها في دولة الامارات العربية، حقق بها الكثير، واصبح مالكاً لواحد من اكبر اساطيل النقل يزيد قوامه على مائتين وستين حافلة. وهناك في تلك البلاد التي لها في قلبه مكان، ما زال يحب ويهوى.
هدفه كان أن يعود للاستثمار في وطنه، وهكذا كان، فانتشرت ما بين عمّان والزرقاء والبلقاء والمفرق.
استثماره الاكبر كان جامعة الزرقاء الخاصة ، التي يمخضها اهتمامه، واغلى احلامه. فبرأيه ان الاستثمار في الانسان أساس، ويكرس لها كل جهده.
سياسته في العمل أن يمتن علاقة الموظف بالمؤسسة التي يعمل بها، ويعمل على تذليل العقبات التي تعترض تقدمه وزيادة انتاجه.
وبالنسبة للطلاب في جامعته، هو بمثابة الأب الي يرعى أمورهم ويحرص على تقدمهم ليكونوا فرسانا في الحياة العملية وليخدموا وطنهم.
و"لأن الشجرة المثمرة وحدها من تضرب بالحجارة"، شنت حملات ضده.. بيد ان من كان يقف على اسس قوية، راسخة، تحيطه محبة الناس وثقتهم.. هامته في الذرى، ولا تهزه ريح و عواصف غبار.
شهادة الدكتوراه الفخرية التي حازها من جامعة اكسفورد البريطانية عام 2008 في ادارة الاعمال والمشاريع الصناعية ، كانت تتويجاً لجهوده ومثابرته وعمله المبدع وارائه الحصيفة ورحلة حياته الناجحة بكل المقاييس، والبريطانية منها.
الانسان البسيط الذي تحدر من قرية بيت نتيف، لا يعتريه كبر، ولا يرى نفسه الا وسط الناس. ومن يعرفه عن قرب يلحظ مدى تشابك علاقاته الاجتماعية وحضوره المناسبات على تنوعها، لاناس بسطاء وموظفين لديه.
يرى محمود ابو شعيرة، كما يحب ان يقدم نفسه، دون اية القاب أو مقدمات، ان القضاء على الفقر والتخلف لا يتأتى الا بالعمل والانجاز وافتتاح الاستثمارات وتطوير التعليم.
مرات حين يطل من مكتبه في الجامعة الى ساحتها، ويلحظ حركة الطلاب في اركانها، يعنّ له أن يستذكر أن المشوار ما زال طويلاً.. فيجدد العزم ويضيء المدى، وذلك دأبه مذ كان .