أرواح طفولية فقيرة في برك الموت
ما ذنب تلك الأرواح الفقيرة البائسة, أن تسمو ببراءتها وشقوتها إلى برك الموت ؟
ألانها أرادت أن تعيش طفولتها ؟! أم لأنها أرادت أن تفرغ تلك الطاقة الطفولية ؟! أم لأنها أرادت أن تعيش الأحلام ولو لمرة واحدة في بيئتها الكابوسية ,لتغمض عينيها , وتقفل أنفاسها ,لتغوص في أعماق الوحل حيث تودع الحلم الأخير في
عالم دنياها ؟!!!
ما ذنب تلك الأرواح الفقيرة أن تعيش محرومة من أبسط متع الحياة ,وكأنها زهرة التي قطفت قبل تفتحها بيد مراهق أناني أراد لها أن تذبل بين صفحات الذكرى ,قبل أن تتفتح ويفوح عطرها ,وهو لا يعلم أن في حياتها سوف تنمو وتبقى وتزهو ,في كل عام لتنير حقل من زرعها بعناية ,وسقاها من عروق قلبه دماً ,ليراها في كل يوم هي الأجمل في سموها ,رغم تشقق الأرض من حولها !!!
ما ذنب تلك الأرواح الفقيرة أن لا تعطى لو بعض الأنفاس لتعيش طفولتها التي قتلتها شقوتها وحبها في اكتشاف الحياة ,وهي تبحث عن مكان ما يؤنس تلك الحياة البائسة بقليل من المرح والبهجة فلا تجد ألا برك ملوثة ومريضة وقاتلة!!!
فليست الأسوار حول تلك البرك حل ؟؟ بقدر ما توفر لتلك الأرواح الفقيرة التي سمت وودعت الحياة ثمناً لأحلامها الطفولية بل بقليل من العناية وتوفير بيئة سليمة تؤنس تلك الأرواح لتفرغ طاقاتها ليبقى لها حق من حقوقها وهي الحياة ؟؟؟
فكم هو مؤلم أن نرى تلك الأرواح التي تسبح في برك الموت رغم معرفتها بخطورتها ,ولاكنها المتنفس الوحيد المتوفر لهم ؟؟؟
تلك البرك الزراعية أصبحت تستقطب أرواحهم الفقيرة الباحثة عن متنفس لتعيش طفولتها ,فشيء الأهم من الأسوار وبعض الأشياك المتهرئة حول تلك البرك الزراعية توفير لهم بديل كحق لهم في الحياة ,لأن السؤال الأهم الذي لم يطرح هو لماذا يلجأ الأطفال الفقراء إلى السباحة في البرك الزراعية ؟؟؟ التي أصبحت أحضان الفجيعة لأمهاتهم ؟!
ما ذنب تلك الأرواح الفقيرة ألا يترك لها فسحة من الأمل والحقوق التي توجه سلوكياتهم وتفرغ طاقاتهم بأمكنة آمنة وسليمة .