على قارعة اللقاء

هتف المساء بابتسامتها و طافت اشرعة الشوق في صوته، فبادرها بحديث و قال :انتظرتكِ لتمرين على ملامح دفاتري التي ظلت تعبق بوجهك و تتغذى من طيفك و تدري كما ادري انا انك ستمرين يوما على عمقي و ستفرغيني من وحدتي و تعشقي و تغدقي،و تكونين بصمة ترافق طقوس لغتي حين حين امارس الكتابة و اتحرش بالحنين فيشتعل صدري بمن تشعلني و تطفئني .

جميلتي انتِ.. و اجمل الاشياء تلك التي نلتقي بها صدفة على رصيف الوقت.اعوام تمضي و نحن نقول لا.. حتى تهدينا الاحلام لهفة لقلب،فنرتمي في حضن حنان لا ينتهي .
كل إجابة انجبتها علامة إستفهام بين مسافة الشوق و الانتظار من نقاط حبر قلمي فوق رسائل لك بين ما كتبته و لم اكتبه بعد . كان وسيبقى صوتك يوشوش وسائد نومي و اصابع الكلمات تعبث في صورنا،تجمعنا.. تشتتنا، حتى يأتي وقت و نمضي و نتعلم من خدوش الزمن .
نظرت اليه طويلا كمن يشتاق الى ضم نفسه لنفسه:اوّلي فيك و آخري على همس الخواطر التي جمعتنا في بال واحد و حمتنا من الخيبات التي رافقت خطوات المشوار .تعال و ظل اهطل على قلبي زخ مطر،كن يقيني في حيرتي،كن ملجأي في خوفي،كن ثماري في قطافي،كن اولهم و اخرهم و اسعف قلبي في حاجتي.
ايها العطر الذي لا يغيب عن امسياتي:لاجلك يقطف وردي اوتار القيثارة،يا حبيب فاح بين اضلعي ..طافت بي مرافئ الدنيا بين حزن و احتياج و فرح و رست على اطراف كفك سر نبض للروح.
انت و «فيروز» و صوت المصابيح المشتعلة بعد الفجر رفقاء ذاكرتي و يومي فتطير بي الرغبة بالسفر نحو فضاءات مدينة تجمعنا من جديد ..مدينة تضم جنوننا وحديث الامسيات الحرة و كل ما مرّ ببالي.
ما زلت هنا على عهدي و انتظر طلعتك،يراقصني التعب كلما فتشت عن كتفك اسند اليه راس الاماني،و يوم يأكل الآخر و انا اواجه حريق الحروف فوق مقاعد اللقاء،تلمني جدران وحدتي و همس ستائري يعطرها انتظار بعد انتظار.
كلما تهت في صمتي سبقني طقس حبك..تغلغل في منفاي عنك،فخذني سراب على اول طريقك ،كل شوق ترددت في بوحه إزداد..و في عينيك كان و سيبقى سكني و ميلادي .