إلى أخينا في الدين ونظيرنا في الخلق الدكتور محمد المسفر


لعلي أحرر هذه الحروف بدافع الموقف الأخلاقي النبيل الذي ينتهجه كاتب العرب الكبير في حرفه ومراميه وأبعاده، الكبير في رؤيته وامتداد فكره ، الكبير في نبله وأخلاقه ، الكاتب محمد المسفر ... ذلك الموقف الذي يتجدد في تراكمات الأدلجة وفلسفة الوقت المستهلكة.....ذلك الموقف الذي يتكرر بتجدد قيم المحبة وقلق الأحلام في صدر الكاتب أمام المشهد العربي الطافح بالآلام.

يبهجني حرفك سيدي الكاتب النبيل (المسفر) ويعمّق في نفسي ونفوس إخوتك الأردنيين نبل أخلاقك واستقامة سلوكك كلما أنصفت الأردن بكلمة الحق التي هي هوى فؤادك ، بالقدر الذي يحزنني ويحزنهم جميعا انحطاط أخلاق وسلوكيات بعض أولئك الذين يعملون على وأد ائتلاف الإخوة في الوطن اليعربي الواحد. أولئك الذين استفحل لديهم اليباس وانفرد بهم العقم أمثال فؤاد الهاشم وغيره.

أيها المسفر: الأخلاق ترف مكلف لا يهواه ولا يجيده إلا قلة مثلك، فأنت لها أهل وموئل وسيد . نقوشك تصنع اوشاما صادقة ومنصفة وجميله في جسد الأردن على مدى جغرافيا الكون.....أنيقة جدا تلك الريشة التي تمتطيها وتورّدها محبرتك التي تتلألا تبرا خالصا من كل زيف أو تزّلّف.

لقد دأبت أيها المسفر المنصف على حمل رسالة وكلمة الحق والعروبة ذودا عن حوض الأردن الذي كان وسيبقى على الدوام موئل العروبة الحقة والإنسانية الصادقة......لا لشيء إلا لأن طين كينونتك قد استعصى على مفاهيم التفرقة ومقاييس التنكّر. أنت وجه لم يدانيه قناع وضمير لم يخالطه زيف.

نعلم يا سيدي أن عروبتنا موبوءة بالجغرافيا حد التشتت، ولكن الوطن العربي العجوز ليس عاقرا ما دام قد تولّد طيبا وصادقا ومنتميا مثلك، ونعلم أنك لنا شقيق مرابط , ولا أغالي إن أنا قلت : إنك نسيج من صدق وحرفك رداء وطن ، كلماتك ترتكن إلى بيض النوايا حين تجحدنا الضمائر.

وأخيرا ، فثمة عجوز طاعن في السن يقطنني ، وهبني فيض من فرط إنصافه وحكمته وألهمني أن اكتب لك - مقلّ - بحرف من نور أنت له أهل . وإني أشهد أنك طاهر النبض صادق النوايا ... دمت ودامت ريشتك ومدادها فيض محبرتك المتعقّل الوفيّ.