نايف المعاني يسلط الضور على ..ظاهرة سرقة السيارات

0Share 91 %  أخبار البلد - باتت جريمة سرقة السيارات في وقتنا الحاضر من أكثر الجرائم انتشارا، لا سيما في المدن وفي مناطق الازدحام السكاني والمناطق التجارية نظراً لكثرة أعداد السيارات في هذه المناطق. وترجع أهمية سرقة السيارات الى عدة اعتبارات فيما يتعلق بهذه الجريمة من حيث انفرادها بخصائص تميزها عن غيرها من الجرائم المرتكبة من حيث الاسلوب الجرمي لارتكابها والوسائل المستعملة لمكافحتها وبالتالي العمل على اكتشافها، فالسارق لا يستخدم أدوات خاصة لتساعد على كشفه مقارنة بأشكال أخرى من الجريمة مثل «سرقة المنازل». ومما يعطي سرقة السيارات هذه «الميزة» أن ارتكابها لا يستغرق وقتاً طويلاً، وأن جسم الجريمة متحرك، ما يسهل على الفاعل مغادرة مسرح الجريمة بسرعة كبيرة جداً. ويعتبر منع حوادث سرقة المنازل والمحلات التجارية والمواشي سهلا على دوريات البحث الجنائي وغيرها من الدوريات الراجلة والمتحركة مقارنة مع سرقات المركبات التي يكتنفها شيء من الغموض نظراً لطبيعتها. وفي التكييف القانوني لجريمة سرقة السيارات يوضح نص قانون العقوبات الاردني في المادة 407/2 + 3 أنه «اذا وقعت السرقة على قطع مركبة او مكوناتها او لوازمها او على حقيبة في حوزة انسان او قطعة حلي او أي قطعة اخرى ذات قيمة مادية يحملها انسان فلا يجوز النزول بعقوبة الحبس عن اربعة اشهر عند استعمال الاسباب المخففة. كما يعاقب على سرقة السيارة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين». ونص القانون نفسه في المادة 416 فقرة «2» على انه «اذا كان الشيء المستعمل مركبة ولو لم يلحق بصاحبها ضرر، لا يجوز ان تقل العقوبة عن ثلاثة اشهر والغرامة عن مائة دينار ولا يجوز النزول بالعقوبة عن هذا الحد او استبدال عقوبة الحبس بالغرامة. أهداف سرقة السيارات من خلال تعامل إدارة البحث الجنائي مع القضايا التي تستهدف سرقة السيارات تبين أن الهدف من سرقة السيارات لا يتعدى أن يكون ضمن المحاور التالية: سرقة السيارات كوسيلة او اداة لارتكاب جريمة اخرى، سرقة السيارة بقصد العمل على تفكيكها، سرقة السيارة بقصد استعمالها والاستفادة منها كخدمة شخصية، سرقة السيارة بقصد التسلية والترفيه عن النفس، سرقة السيارة بقصد الانتقام من صاحبها. وتوضيحا لهذه المحاور، فقد تستخدم السيارة المسروقة كوسيلة لتسهل على الجناة عملية لارتكاب سرقات اخرى مثل سرقة المنازل والمحلات التجارية من ناحية واستخدامها في نقل الاشياء المسروقة المتحصلة من الجرائم التي يرتكبونها من ناحية ثانية، وضمان سرعة مغادرتهم لمسرح الجريمة من ناحية ثالثة، فقد يقوم شخص بسرقة سيارة من مدينة عمان ويذهب بها الى اربد ويرتكب جريمة سرقة هناك ويعود بها الى عمان، وبذلك يصبح من الصعوبة بمكان العمل على تتبع أثر الفاعل. ومن جرائم سرقات السيارات ما تكون النية فيها مبيتة لدى الجاني بسرقة السيارة للعمل على تفكيكها وبيع اجزائها وغالباً ما تكون السيارات المسروقة من موديلات حديثة وقطع الغيار المستعملة باهظة الثمن. وقد يقوم مرتكب جريمة سرقة السيارات بالعمل على تغيير معالمها بتغيير بعض ارقامها او تغيير لونها او اضافة ملصقات اليها للحيلولة دون اكتشافها والتعرف عليها او تغيير ارقام الشاصي والماتور، وذلك بهدف عدم تمكين مالكها من معرفتها بسهولة، ويكون هدف السارق من وراء ذلك اداء خدمات شخصية له. وينبغي هنا الانتباه الى أمور منها أن السارق قد يقوم بتغيير ارقام السيارة او لونها، وقد يرافق ذلك تزوير في رخصة الاقتناء العائدة لمالكها. وقد يقوم السارق بتغيير ارقام السيارة، وذلك باضافة رقم او اكثر من ارقام السيارة او تغيير رقم او اكثر الى ارقام اخرى. وقد يلجأ السارق الى تزويرها ووضع ارقام جديدة بدلاً منها ووضع اسم السارق بدلاً من مالكها عن طريق استخدام المواد المزيلة. كما قد يقوم السارق بمحو ارقام الشاصي او الماتور وغيرها واعادة ترقيعها بالارقام التي يضعها لسيارة مستهلكة حصل عليها بوسيلة مشروعة، وتكون السيارة المسروقة من نفس النوع والموديل. أما سرقة السيارات بقصد التسلية والترفيه عن النفس، فأكثر ما ترتكب هذه الجرائم من بعض الشباب المتهور بقصد التسلية والترفيه او لقضاء حاجة وقتية ومن ثم يتركها الجاني بمحض ارادته بعد قضاء حاجته، وقد يتركها في أي مكان، وقد يسرق السيارة للتسلية ويذهب بها الى اماكن متعددة وبعد استنفاد الوقود يتركها، سارقا منها بعض الادوات الخفيفة التي يسهل فكها مثل المسجل والمكيف والسماعات والاشرطة او أي اغراض اخرى في السيارة. ومن سرقات السيارات ما يكون بقصد الانتقام من مالكها، فكثيراً ما نجد عداوة بين شخص واخر فيلجأ احدهم الى سرقة سيارة الاخر ومن ثم اخذها الى مكان مخفي عن الانظار والعمل على حرقها او صدمها بدافع الانتقام. أسباب مساعدة ان الازدحام المروري في المدن والمناطق التجارية الناتج عن كثرة اعداد السيارات يجعل السيارة غاية سهلة المنال لمرتكبي جرائم السرقات، وذلك لعدم وجود كراجات لوقوف تلك السيارات او ان اصحابها غالباً لا يقومون بوضعها في مثل هذه الاماكن ويلجؤون الى وضعها في الشارع العام او في الاماكن المنزوية حتى لا تتم مخالفتهم من قبل رجال المرور وبالتالي تكون السيارة بدون حراسة مما يسهل سرقتها. ومن الاسباب التي تؤدي الى سرقة السيارات: سهولة ارتكاب جريمة السرقة، ترك اشياء ثمينة او لافتة للنظر داخل السيارة كالحقائب والمغلفات والهواتف الخلوية، ترك الابواب مفتوحة واحياناً المفاتيح خاصتها بالداخل. إرشادات وقائية وتنصح ادارة البحث الجنائي المواطنين لتأمين مركباتهم والمحافظة عليها من السرقة ان يقوموا بوضع اجهزة انذار وحماية للمركبة، تغيير اقفال المركبة عند الشراء، عدم ترك المركبة مفتوحة ولو كانت داخل كراج وخصوصاً اوقات الليل، عدم تركب المركبة الا بعد التأكد من اغلاقها بشكل محكم، تجنب وضع اشياء ثمينة ظاهرة داخل المركبة، تجنب الاحتفاظ بالنقود داخل السيارات، ايقاف المركبة من قبل مالكها شخصياً امام المولات وعدم اعطاء المفاتيح الخاصة بها لاي احد وعدم السماح لأي كان بايقافها الا بعد التأكد من هوية موظفي المولات المعنيين لاصطفاف المركبات في المولات. مقارنة إحصائية وتبين مصادر مديرية الامن العام ان نسبة اكتشاف السيارات المسروقة خلال العام الماضي بلغت 91% حيث تم العثور على 2355 سيارة مسروقة من انواع مختلفة، اما عدد السيارات المسروقة والتي ما زال البحث جاريا عنها فبلغ 229 سيارة وذل من اصل ما مجموعه 2584 سيارة مسروقة خلال العام الماضي. ومنذ بداية العام الحالي بلغ عدد السيارت المسروقة 750 سيارة مختلفة تم العثور على 567 سيارة منها، اي ما نسبته 76% في حين ما زال البحث جاريا عن 183 سيارة. وكانت اعلى نسبة سرقة للسيارات خلال العامين الماضي والحالي ضمن اختصاص اقليم العاصمة، وادنى نسبة سرقة للسيارات خلال هذين العامين كانت ضمن اختصاص اقليم العقبة. في حين ان اعلى نسبة اكتشاف لسرقة السيارات خلال العام الماضي كانت ضمن اختصاص اقليم الشمال، وادنى نسبة اكتشاف لسرقة السيارات خلال نفس العام كانت ضمن اختصاص قيادة قوات البادية الملكية. وتعرض «الدستور» تاليا أرقام هواتف ضرورية للابلاغ عن سرقة المركبات:. هاتف ادارة البحث الجنائي عمان 4602435 او 4602120. من خلال عمليات مديرية شرطة وسط عمان 192. او من خلال مديرية الامن العام على الرقم 196. او من خلال رقم غرفة عمليات السيطرة 911. او الاتصال بعمليات النجدة في جميع انحاء المملكة على الرقم 191. التاريخ : 28-03-2011