الأردن.. فرص وتحديات

يحيط بالأردن مجموعة من التحديات الصعبة سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي أو الاجتماعي، حيث تشكل هذه العوامل منظومة واحدة مرتبطة ببعضها البعض ، فلا يمكن الحديث عن القضايا الاقتصادية بمعزل عن السياسية كما لا يمكن وضع استراتيجيات اجتماعية، وتعليمية بمعزل عن السياسة والاقتصاد، فهى منظومة شاملة مرتبطة ببعضها البعض ، لذلك اجد أن التوجة نحو قراءة الوضع العام المحيط بنا ومحاولة القاء الضوء على القضايا المهمة اصبح امراً حتمياً، وهذا واجب كل فرد يحمل رسالة صادقة يعمل على القيام بها وانجازها خير قيام ، فما بال أن كانت الرسالة التعليم والتثقيف، والتي هي رسالة سامية لا هدف منها الا التنمية والارتقاء بالفكر وتوجيهه اتجاه ايجابي فعال.
في نظرة متمعنة لما يدور حولنا نجد أن هناك مجموعة من التحديات التى يجب دراستها وتحليلها بهدف أيجاد الحلول لها، كما هناك العديد من الفرص التي يجب استثمارها ، اهم هذه التحديات مسيرة الاصلاح السياسي أن المتابعة وتحديد ما تم من خطوات في تنفيذ الرؤية الشاملة لمسيرة الاصلاح أمراً مهماً يسهل عملية وضع تقنيات فعالة لأكمال هذة المسيرة والوصول نحو الاهداف، اما التحدي الثاني الذي لا بد من التركيز عليه فهو قضايا الفساد بهدف ابادة الفساد بكل صورة واشكالة ،من خلال حشد الجهود وتكثيفها في اتجاة محاربة الفساد وتضييق كل مداخله، اما التحدي الثالث والذي لا يقل اهمية عن ما سبق فهو الوضع الاقتصادي وارتفاع الاسعار وقانون الضريبة، لابد من صياغة نموذج اقتصادي جديد يحقق التنمية المستدامة ، ويركز على خفض التكاليف في الموازنة دون أن يحمل المواطن عبيء ذلك ،فهناك كميه كبيرة من النواحى التي يمكن ضبط الانفاق فيها بما يوفر الكثير، كما أن البرامج الاقتصادية الحديثة عليها أن تتضمن التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة ،كما عليها ان تعتمد على اقتصاد المعرفة ، وتشجيع الاستثمار بالتكنولوجيا وتشجيع الشركات الافتراضية والاعمال الالكترونية والتي تمتلك القدرة على توفير كثير من التكلفة اهمها تكلفة الطاقة.
اما اذا تحدثنا عن الفرص فلابد من الاشارة الى ثروة الأردن المتعلقة بالقطاع السياحي فهناك فرص عدة لم يتم استغالها حتى الأن كما يجب، رغم أن السياحة هي بترول الأردن بدون مبالغه، حيث يتمتع الأردن بكل مكونات البلد السياحي من جو ، توفر فنادق ومنتجعات ومولات ، وأهم من ذلك كله مواقع سياحية أثرية جميلة ومميزة. الم تدخل المدينة الوردية البتراء في تصنيف أهم عجائب الدنيا ، أين المشاريع التنموية والخدمات التي تم منحها للمنطقة لمزيد من ابرازها !!
واخيراً لابد من التركيز على أهم قطاع يحمل العديد من الفرص وهو القطاع التعليمي بكل ما يحمله من قيم عملية تربوية وتعليمية ، لطالما كان الأردن رائداً في قطاع التعليم لذلك يجب اعطاء هذا القطاع مزيداً من الدعم ، كما لابد من ربطه مع الصناعة والسوق المحلي فلا يجوز أن تٌدرس النظريات بعيداً عن مسرح تطبيقها، لابد من ربط الطلاب وهم على مقاعد الدراسة بسوق العمل والمجتمع ، علينا أن نلغي الفجوة بينهما وقريباً جداً، وهناك عديد من الاستراتيجيات التى يمكن استخدامها لتحقيق ذلك. منظومة التحديات والفرص التي تواجه الأردن تحتاج إلى الكثير من الأفكار الخلاقة والايجابية لاستمرار العمل البناء وتحقيق التطوير والتنمية.