اتفاق لوزان .. وقراءة المرجعية العراقية


استبشر العالم خيراً بما جرى في لوزان بسويسرا من انتهاء المارثون العالمي للمحادثات النووية المستمر منذ أكثر من عام عندما وقعت إيران و الدول الست ( 5+1) اتفاقاً شبه نهائياً حول البرنامج النووي الإيراني ولما قدمته إيران من تنازلات تلو التنازلات للغرب في هذا الاتفاق متخذة من سياسة الانبطاح منهاجها الجديد الذي تعاملت به مع تلك الدول لعدة أسباب قد يجهلها الكثير و المتعلقة بإيران نفسها

فمن تلك الأسباب التي جعلتها ترضخ لإرادة و رغبات الطرف المقابل لعل أهمها هو الحفاظ على ما تبقى لها من ماء الوجه و للملمة التدهور الاقتصادي و العسكري الذي تعيشه إيران الآن كونها قد انتهجت سياسة الاستعمار للدول العربية ومنها لبنان و سوريا و العراق و اليمن التي عجزت عن دعمها و الوقوف إلى جانبها وهي تواجه التحالف العربي ومن خلفه التحالف الدولي فلم نرَ دعمها المتواصل لحلفائها و أدواتها بالإمدادات البشرية و العسكرية كما فعلت في سوريا و العراق وبذلك فقد وقعت في شراك الفخاخ التي نصبتها لها أمريكا و حلفائها الغربيين فكانت هذه الفخاخ هي الحروب الاستنزافية التي خاضت غمارها إيران من دون أن تنتبه الى إنها قد استنزفت الكثير من قدراتها العسكرية و الاقتصادية في استعمارها و احتلالها لجيرانها هذا من جانب

و من جانب آخر نجد أن الحظر المفروض عليها قد قطفت أمريكا ثماره اقتصادياً و مالياً على حد سواء عندما جعلت إيران تعيش العزلة و الانزواء على نفسها وهذه من ابرز الأسباب التي دعتها إلى تحقيق رغبات أمريكا و الغرب في الحد من قدراتها العسكرية و النووية وما اتفاقات لوزان لهي اكبر دليل على تهاوي الغطرسة و الاستكبار الإيراني في الشرق الأوسط وهذا ما فجره و كشف عنه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني خلال لقائه الصحفي الحصري مع وكالة أخبار العرب بتاريخ 13/1/2015 في معرض جواب سماحته على سؤال وجه له حول حقيقة أمريكا و إيران وما هية الصراع القائم بينهما ؟؟

 و لمَن ستكون الغلبة في نهاية المطاف ؟؟؟ فأجاب قائلاً: ((أميركا و إيران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا ، ولان العراقَ بلد البترول والطاقات البشرية الفكرية الخلاقة فقد تصاعدَ وتضاعَفَ وتعمَّقَ واشتدَّ الصراعُ فيه بين القوتين المتنافستين والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ 
 
لا يمنعُ أن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك إن ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن إن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً أما لماذا تسمح أميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ أميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا إيران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ أميركا التي أوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم إلا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين أميركا وإيران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد أن يتقاطع في آخر المطاف )) .
http://arab-newz.org/?p=1497