الف باء السياسة


لم أسعَ يوماً إلى قراءة المكتوب من عنوانه ، ولم أفكر في الميل إلى حكم من خلال موقف واحد ، ولم أكتف يوماً بدليل واحد لما أقول إلا إذا كان الدليل نصاً قرآنياً فقط ، من هنا أقول كم نحن في الأردن مغيبون ، وكم نحن خارج الحقيقة السياسية والاقتصادية لواقعنا المعاش ، وهذا مما يزيد من تخبط العامة والخاصة على حد سواء 

كثيرة هي المقالات والتحليلات السياسية والاقتصادية التي نُشرت في الصحف اليومية والتي عرضت ونبّهت إلى تدهور الأمن الاقتصادي ، وزعزعة الامن الوطني ولكن المسؤولين يؤكدون عكس ذلك تماماً ، وكأن ما يكتبه الزملاء الأحباء في أعمدتهم لا قيمة له ، بل وليس له أي التفات من مسؤول وزاري أو نيابي أو عيني . 

قبل أكثر من اسبوعين قرأنا لماهر أبي طير ما نصه : إن الأردن أمام خيارين إما أن يكون في حضن اسرائيل أو حضن إيران ، واليوم يكشف ذات الكاتب المهم الغطاء عن النتيجة ويقولها صراحة إن الأردن في حضن إسرائيل لأنه ضعيف ويورد مبررات هذا الضعف وهذا اللجوء الأردني المختار بقناعات سياسية وأهم هذه المبررات أن العرب ما كانوا مع الأردن في محنته ، ونقول له أي عرب تقصد وحدودنا متآخية مع سوريا التي يتنازعها الحكم الرسمي وبقايا المعارضة كما جاء في أحد مقالاتك وجيش النصرة وجيش داعش فممن نطلب العون والمساعدة ؟ وحدودنا مع العراق التي ما زالت تحاول أن تخفف جراحها من الدواعش ، وحدودنا مع السعودية التي تقود حملة الحزم ونشاركها في ذلك بالله عليك ممن نطلب المساعدة ، وأين نحن من القوة الذاتية وماذا فعلنا لمثل هذا اليوم 

الأردن حماه الله بقيادة مليكه أنه كان بعيداً عن الانقسامات الربيعية والحروب الربيعية التي أصابت الكثير من الدول العربية ، والأردن كان ملجأً لليبيين والسوريين والعراقيين ، والأردن ظل متيناً حصيناً من الداخل رغم ما أصاب من الدمار شعوب ومؤسسات المنطقة كاملة ، ومع كل هذه المعطيات نقول : الأردن ضعيف ؟؟ فماذا نقول عن سوريا والعراق إذن ؟ وهل بحثت هاتان الدولتان عن منقذ لأزمتهما ؟ وهل ألقتا بأنفسهما بحضن إسرائيل ؟ 

أنا مثل غيري من الأردنيين أريد أن أقف على الحقيقة ومن فم مسؤول ، أريد أن أعيش بهدوء ولا أنتظر الأمان من إسرائيل .. أريد أن أظل أردنياً مرفوع الرأس