السفير الفلسطيني في عمان : ذكرى معركة الكرامة بعيون فلسطينية
ذكرى معركة الكرامة بعيون فلسطينية
28 / 3 / 2011م
عطا الله خيري / السفير الفلسطيني في عمان
بمناسبة ذكرى معركة الكرامة المباركة التي امتزج بها الدم الفلسطيني مع شقيقه الأردني وانتصر على البغي والعدوان الإسرائيلي ، كان لسعادة سفير دولة فلسطين في عمان / عطا الله خيري هذه الكلمة في الحفل الذي نظمه نادي مخيم البقعة الثقافي تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأردني الذي مثله معالى المهندس سعد هايل السرور نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية .
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين ، آل عمران 169 ، 170 ) صدق الله العظيم .
ونحن إذ نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا ، بذكرى معركة الكرامة التي تجسدت فيها أسمى معاني التلاحم الأخوي الأردني الفلسطيني وسال الدم المشترك فوق الأرض الطيبة ، وعانقت أرواح الشهداء سماء العزة والشرف ، وضربت أروع الأمثلة في البطولة والتضحية والفداء ، وحولت الهزيمة إلى نصر مؤزر أعاد للأمة العربية روحها ومجدها وعزها وشموخها ، وأنهى أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ، لنقول إنّ شعبنا في فلسطين الجريحة الصامدة القابض على التراب والحقوق والمطالب بالحرية والاستقلال ، يعتبر الأردن الشقيق الظهير والظهر المتين والحصن الحصين الذي يستند إليه ، وهو الرئة النقية الصافية التي يتنفس منها ، والحضن الدافئ الذي يضمه ويهتم به في كل الظروف والأوقات ، وخاصة في هذه الأيام المصيرية الصعبة والحالكة التي نعيشها ونعاني منها ، فنحن في حالة نضال تاريخية متواصلة ومستمرة مع الإحتلال الإسرائيلي البشع الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا ، والذي يعتبر من أكثر أنواع الإحتلالات إجراما وأصعبها أهدافا .
إنّ صمود شعبنا وتماسكه وتمسكه بأرضه وبحقوقه المشروعة ، وفي مقدمتها حق العودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967وعاصمتها القدس الشريف ، بمساعدة ودعم ومؤازرة الأخوة والأشقاء في الأردن والوطن العربي الكبير وفي العالم ، يشكل المحرك الأساسي لاستمرار مسيرتنا النضالية ، ونحن ننظر إلى الأردن الشقيق والتوأم لوطننا فلسطين على أنه القلعة القوية التي تمدنا بكل عوامل الصمود والتصدي والأمل بالنصر الأكيد ، ونؤكد حرصنا قيادة وشعبا على أمن هذا البلد الهاشمي العربي الأبي ، وعلى استقراره ومنعته من قبل أي جهة كانت ، ولا يقل اهتمامنا بسلامة الأردن وشعبه عن اهتمامنا بسلامة وأمن فلسطين وشعبها .
أننا نعلم جيدا أنّ الأردن القوي المستقر الأمن يعني بالتأكيد قوة وسندا لشعبنا في فلسطين المحاصرة ، كيف لا والمساعدات الأردنية الطبية والغذائية والإنسانية تتدفق بلا توقف لنصرة شعبنا وتعزيز صموده في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهناك المستشفيات الميدانية المقيمة بشكل دائم لتقديم أفضل العلاجات الطبية لأبناء شعبنا الذي هو في أمس الحاجة إليها ، هذا إلى جانب المواقف السياسية الأردنية الثابتة والمؤيدة على الدوام لشعبنا وقضيتنا التي يعبر عنها جلالة الملك في كل المناسبات واللقاءات الدولية التي يقوم بها جلالته ، وأننا إذ نؤكد دائما على على عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية التي تجاوزت الإستراتيجيات والتقاليد المعروفة ودخلت في أدق التفاصيل التي تزداد قوة ومتانة ، لنوكد هنا وبهذه المناسبة حرصنا الأكيد على تعزيز العلاقات بيننا بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ، كما وبهذه الذكرى الوطنية نؤكد على الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وعلى ضرورة إنهاء حالة الإنقسام التي جلبت الويلات لشعبنا وقضيتنا ، ولا أدل على ذلك من مبادرة الرئيس محمود عباس ( ابو مازن ) برغبته بزيارة غزة ، وحرصه على المصلحة الوطنية تحقيقا لمصلحة شعبنا العليا ، لأنّه وكما يقول سيادته أنّ فلسطين فوق الجميع .
وأرجوا أن أؤكد أن لا سلام مع الإستيطان ، وأنّ موقف القيادة الفلسطينية من هذا الموضوع ثابت ولا تغيير عليه .
عاش الأردن ، وعاشت فلسطين ، ودامت العلاقات الأخوية بين شعبينا وبلدينا قوية متينة عصية على الأعداء والمحرضين والمتربصين ، وعاش جلالة الملك قائدا وحاميا لهذا الحمى الهاشمي الأشم ، وسندا وذخرا لفلسطين .