تحية للأمن العام

تُطل شُرفة بيتي على دوّار صغير، تتوزّع منه عمّان الغربية، شرقاً وجنوباً وشَمالاً، ولا تكاد تمرّ ساعات قليلة، في كلّ يوم، إلاّ وأرى كشاهد عيان حادث سير على شكل احتكاك بسيط، أو كبير، وفي مرّة تابعت ضربة موجعة بين سيارتين راحت فيه روح شخص، رحمه الله...
في مطلق تلك الحالات، كانت سيارات الأمن العام تصل بعد دقائق، فتنتهي الأمور بعد تحقيق مروري، وتحرير مخالفات، أو بشاحنة تسحب سيارة لم تعد صالحة للسير، أو بحافلة إسعاف تحمل جريحاً إلى مستشفى قريب.
ولا أبالغ، أبداً، فهذا مشهد يومي، متكرّر، بما يحمله معه من مشاحنات واشتباكات بين الناس، ممّا يجعل التساؤلات تتداعى ليس حول وجود الدوّار، ولا عن رعونة السائقين الذين يُفترض أنّهم تعاهدوا على أنّ القيادة :»فن وذوق وأخلاق»، فحسب، بل عن جاهزية الأمن العام التي تُثبت السيطرة والكفاءة.
نكتب، الآن، لنحيي الأمن العام الأردني، الذي يُعمّم الطمأنينة في شوارعنا، ويحمي بيوتنا، في أيام نفترض فيها أنّه يعيش حالة استنفار دائمة مع الأخطار التي تفرضها ظروف المنطقة.