كلنا مع الملك

لا يخفى على أحد الزخم السياسي الذي تعاني منه المنطقة والدور الكبير للدبلوماسية الاردنية وتعاملها مع ملفات ساخنة على الساحة العربية تتطلب جهدا كبيرا وانتباها وحرصا في الابقاء على التوازن السياسي والجغرافي من جميع الاطراف المؤثرة في الاقليم ، يلاحظ الارهاق من قبل الساسة الاردنيين في الوقت الراهن وجهد على مدار الساعة وانتباه حثيث لجميع تفصيلات القضايا العربية والداخلين فيها من العالم الخارجي والابقاء على فطنة دبلوماسية في ظل تنامي وتشعب المشاكل العربية.

من هنا في عمان وفي جميع عواصم السياسة العالمية الممتدة الى الداخل العربي يعمل جلالة الملك بكل طاقة على وضع القضايا العربية في مسارها الرامي الى المصلحة العربية والانتباه الى مرامي واغراض السياسة العالمية في ايجاد ملعب دولي في الشرق الاوسط يكون الهدف منه تنفيذ الاستراتيجيات الدولية في ابقاء النفوذ لبعض مؤثري السياسة الدولية واثبات قوتها الدبلوماسية على حساب الدمار والخراب العربي من اجل مناصرة مؤيدي سياستها وسحق المخالفين لبعض القوى العالمية ، ان الشرق الاوسط يعاني من خلل سياسي كبير وانكشاف ظهر الاما العربية سياسيا واقتصاديا وثقافيا مما غذا الصراع الطائفي والعقائدي ووصل ببعض الدول العربية الى حال لا يسر عدو ولا قريب وما آل اليه حال البعض الاخر الى اقتتال داخلي بين أبناء البلد الواحد وتفتت كيانات بعضها.
من فطنة السياسة الاردنية هو تنبهها لهذا الحال قبل قدومه عندما نبه جلالة الملك في السابق وشخص ما تعاني منه المنطقة وخاصة الملف الطائفي وما له من تبعيات تدمير وتفتيت الدول ونقل الملك بكل اقتدار وحرفية قضايا الاقليم الى عواصم عالمية صديقة للمنطقة العربية ولها تاريخ مشترك مع قضايا الاقليم والطلب منها السعي بكل جدية في انقاذ الشرق الاوسط مما يرتب له من بعض الدول المحيطة به ، يقع على كاهل جلالة الملك دور كبير منذ توليه سلطاته وقام بهذا الدور بكل أمانة وكان صوت العرب في الخارج وأمينا على قضاياهم المصيرية وما القضية الفلسطينية لدليل قوي في ابرازها في كل محفل عالمي وما أصاب الوطن العربي من انقسام داخلي واقتتال وتفتت ودمار وصراع على السلطة كل ذلك يبعث الاسى في نفوس الشعوب العربية وتستنجد بمن يمتلك الحس العربي النبيل وما يقوم به جلالة الملك هو استجابة لاستغاثة تلك الشعوب لمحاولة الخروج من الحالة العربية المتردية والبناء من جديد لارضية قوية تستفيد من الاحداث التي مرت بها بعض الدول واطلاق الرضى العربي على قياداتهم الشرعية الراضخة لمبادئ العدل والمساواة ورفع شأن الانسان العربي الى مستوى التفوق الوطني من قبل الجميع.