الجامعات وأزمة المواصلات

إن أزمة المواصلات في الجامعات ليست بجديدة، بل هي أزمة قديمة، يعيشها الطلاب في التنقل من وإلى جامعاتهم، وهماً ثقيلاً يتحملونه مع عائلاتهم، فيرغمون على مغادرة منازلهم في وقت مبكر جداً من أجل اللحاق في الحافلة الأولى المتجهة إلى جامعتهم حتى لا يتأخروا على محاضراتهم، ولهذه الأزمة العديد من العوامل التي أدت إلى ظهورها، ولكن يظل من الممكن تحجيمها، من خلال العمل على إيجاد حلول جذرية ونهائية لها، ليتم التخفيف من المعاناة المؤرقة التي تسببها للطلاب الجامعيين، فما هي العوامل المسببة لأزمة المواصلات؟
في كل فصل دراسي تجتهد الجامعات التي تعاني من أزمة المواصلات، بمحاولة وضع حلول لها، ولكن عندما تتحقق الحلول الموضوعة ويسير كل شيء وفق المنطق، تعود هذه الأزمة للظهور مجدداً، ومن العوامل المسببة لها: عدم تنظيم ركوب الطلاب في الحافلات، نتيجة غياب التناسق ما بين أعداد الحافلات والطلاب، فنجد أن الطلاب يتزاحمون ويتدافعون على باب الحافلة من أجل الصعود إليها، وكثيرة هي الحوادث التي حصلت نتيجة هذا الأسلوب في الركوب، وتقع المسؤولية هنا على الشركات العاملة على خطوط الجامعات، والتي لا تزود الجامعات بكمية حافلات تتناسب مع أعداد الطلاب، ليكون عدد الطلاب الذاهبين للجامعات صباحاً والمغادرين منها مساءً أكثر من عدد الحافلات الموفرة لهم، وتتفاقم هذه الأزمة في بداية العام الجامعي مع قبول أعداد جديدة من الطلاب ليصبح عدد المقبولين أكثر من عدد الحافلات المتاحة للجامعة، مما يسبب أزمة خانقة تمتد لساعات في المجمعات التي تتواجد فيها هذه الحافلات، فيرغم الطلاب على استخدام وسائل نقل أخرى للذهاب إلى جامعاتهم كالسيارات العمومية، وحافلات الركوب الصغيرة، مما يجعلهم يدفعون مبالغ إضافية أخرى لوسائل المواصلات هذه، والتي تكون ذات تكلفة أكبر من الحافلات المخصصة للجامعات، ومع هذه العوامل سابقة الذكر المسببة لهذه الأزمة، يظل الطلاب هم الأشخاص الأكثر تضرراً بسببها.
توجد العديد من الحلول المقترحة لأزمة المواصلات الموجودة في بعض الجامعات، فبدلاً من صمت الشركات العاملة على خطوط نقل الجامعات، فبإمكانهم العمل على زيادة عدد الحافلات حتى تتناسب جغرافياً مع أعداد الطلاب المقبولين في المحافظات، ويجب أن يتم العمل على تخصيص أماكن منظمة ومرتبة تتواجد فيها الحافلات التابعة لهذه الشركات، مما يساهم في حماية الطلاب من التعرض للحوادث، وتقلل من التدافع الذي يحدث عند صعودهم إلى الحافلات، ويجب أن تكون أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات تتناسب مع قدرة الجامعات على توفير وسائل نقل لهم، مما يساعد على تجنب حدوث أزمة المواصلات قدر الإمكان، وإن هذه الحلول المقترحة تساهم في سهولة ذهاب ومغادرة الطلاب من وإلى جامعاتهم، دون الخوف من التأخر على دوامهم، وحتى لا تظل هذه الأزمة عالقةً بين الوعود والحلول المقنعة والغير مقنعة.

مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com